السياحة المفرطة أزمة 2024 .. هل تكون مستمرة في 2025؟
في عام 2024، تصدّرت أزمة السياحة المفرطة اهتمام العديد من الجهات الحكومية والمنظمات المعنية بالسياحة حول العالم، الأرقام القياسية التي حققتها الوجهات السياحية الأشهر، مثل باريس وبرشلونة والبندقية، أثارت قلق السكان المحليين وأربكت البنية التحتية لهذه المدن، مما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات ضد الزحام السياحي وآثاره السلبية.
أزمة لا تزال مستمرة
رغم الجهود المبذولة لاحتواء أعداد السياح، مثل فرض رسوم دخول على الزوار أو تشجيع السفر خارج موسم الذروة، ما زالت الحشود تتوافد بأعداد كبيرة، في عام 2024، زادت أعداد السياح الوافدين إلى أوروبا بنسبة 12% مقارنة بعام 2023، متجاوزة الأرقام المسجلة قبل جائحة كورونا، توقعات عام 2025 تشير إلى استمرار هذه الزيادة، مما يفرض تحديات مستمرة على الوجهات السياحية.
باولا فلامينجز، المسؤولة في منظمة “Tourism Cares”، ترى أن صناعة السياحة بحاجة إلى خطط استباقية للحد من تأثير السياحة المفرطة.
من جانبها، أودري سكوت، مستشارة في السياحة المستدامة، أكدت أن معالجة هذه الأزمة يتطلب وقتًا وجهودًا كبيرة لتطوير البنية التحتية وتحقيق التوازن بين الزوار والسكان المحليين.
تحول في الاستراتيجيات السياحية
بدأت العديد من الوجهات في تبني نهج إدارة الوجهة بدلًا من تسويقها، على سبيل المثال، أطلقت كوبنهاغن برنامج “CopenPay” لتشجيع السياح على استخدام وسائل النقل العام والدراجات، مما يساهم في تقليل الازدحام وتعزيز الاستدامة، أمستردام تبنت حملة تستهدف تقليل السياحة السلبية من خلال تثقيف الزوار حول سلوكيات أكثر احترامًا للمدينة وسكانها.
الوجهات الأقل شهرة بدأت هي الأخرى في الاستفادة من هذه الأزمة من خلال تقديم نفسها كبديل للمدن المكتظة، مدينة أنتويرب البلجيكية، على سبيل المثال، نجحت في جذب الأنظار كوجهة هادئة تتميز بالطعام والثقافة.
السياحة المستدامة خيار المستقبل
مع زيادة الوعي بتحديات السياحة المفرطة، يلعب السياح دورًا رئيسيًا في إيجاد الحلول، يمكن للسفر خارج موسم الذروة، الإقامة في فنادق مملوكة لعائلات محلية، وحجز الجولات الصغيرة مع مرشدين محليين، أن يساهم في تقليل الضغط على الوجهات الشهيرة.
السياحة المستدامة تهدف إلى تحقيق تجربة إيجابية للزوار مع الحفاظ على البيئة واحترام السكان المحليين، كما أشارت سكوت، السياحة المستدامة هي تلك التي تجعل الأماكن أفضل للعيش والعمل لسكانها.
