وجبة الإفطار الصحية.. درع حماية للقلب ومفتاح لمكافحة السمنة

أكدت دراسة إسبانية حديثة أن تناول وجبة إفطار صحية يُمكن أن يوفر بين 20% إلى 30% من احتياجات الجسم اليومية من الطاقة، مما يسهم في حماية القلب والوقاية من السمنة.

الدراسة، التي أُجريت في معهد أبحاث مستشفى ديل مار في إسبانيا، ركزت على تأثير الإفطار الصحي على الصحة العامة، خاصة لدى كبار السن، وأبرزت أهمية الالتزام بالتوصيات المتعلقة بجودة الطعام وكميته.

الإفطار وأثره على صحة القلب والوزن

بحسب الدراسة التي شملت نحو 10 آلاف شخص، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تناولوا وجبة إفطار توفر الطاقة الموصى بها لاحظوا تحسنًا في محيط الخصر، مقارنة بأولئك الذين أهملوا هذه الوجبة أو استهلكوا كمية غير مناسبة من السعرات الحرارية فيها.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا أقل من 20% أو أكثر من 30% من احتياجاتهم اليومية من السعرات الحرارية في وجبة الإفطار سجلوا زيادة ملحوظة في مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر.

بالإضافة إلى ذلك، عانوا من ارتفاع في مستويات الدهون الثلاثية وانخفاض في مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، مقارنة بمن حافظوا على التوصيات المتعلقة بنسبة الطاقة المناسبة للإفطار.

تأثير الكمية والجودة الغذائية

الدراسة أكدت أن تجاوز الكمية الموصى بها أو تقليلها يؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث قد يؤدي إلى زيادة عوامل الخطر القلبية الأيضية، خاصة بين كبار السن.

كما شددت على أن جودة الطعام لا تقل أهمية عن كميته، حيث إن الإفطار الذي يعتمد على أطعمة منخفضة الجودة يمكن أن يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة بشكل كبير.

وقالت أخصائية التغذية ميشيل روثينشتاين، من مركز “Entirely Nourished”، إن وجبة الإفطار تُعتبر ضرورية بشكل خاص للأشخاص المصابين بداء السكري.

وأوضحت أن تناول وجبة إفطار متوازنة يساهم في استقرار مستويات السكر في الدم، مما يقلل من مخاطر المضاعفات الصحية المرتبطة بالسكري.

الإفطار المثالي: أساس ليوم صحي

تشير الدراسة إلى أن وجبة الإفطار المثالية ليست مجرد وجبة صباحية، بل هي جزء لا يتجزأ من أسلوب حياة صحي يدعم الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة.

توصي الدراسة بالاعتماد على أطعمة غنية بالعناصر الغذائية، مثل الحبوب الكاملة، الفواكه الطازجة، المكسرات، ومصادر البروتين الصحية، مع تجنب الأطعمة المصنعة والغنية بالسكريات.

خطوة نحو تحسين الصحة العامة

في ظل التحديات الصحية المرتبطة بالسمنة وأمراض القلب، تأتي هذه الدراسة لتسلط الضوء على أهمية وجبة الإفطار كعنصر أساسي في تحسين الصحة العامة.

وبالنظر إلى أن الإفطار يمثل فرصة لإمداد الجسم بالطاقة والمغذيات الأساسية، فإن اختيار الأطعمة المناسبة والكميات المثلى يمكن أن يكون له تأثير إيجابي بعيد المدى على الصحة.

مع الاهتمام المتزايد بالتغذية السليمة كجزء من نمط الحياة الصحي، تشكل هذه النتائج دعوة لاعتماد وجبة إفطار صحية ومتوازنة، باعتبارها خطوة أساسية نحو تعزيز صحة القلب والوقاية من السمنة.