كمبوديا.. وجهة سياحية جديدة تتحدى المنافسة العالمية
في تقرير حديث نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، أظهرت كمبوديا كوجهة سياحية ناشئة في منطقة جنوب شرق آسيا التي تستحق اهتمامًا أكبر من السياح، رغم أنها غالبًا ما تُغفل لصالح جاراتها الأكثر شهرة مثل تايلاند وفيتنام، إلا أن كمبوديا تُعتبر منافسًا حقيقيًا في صناعة السياحة العالمية، ووجهة غير مكتشفة تمثل مزيجًا من الجمال الطبيعي والهدوء، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافرين الذين يبحثون عن تجربة فريدة.
أبرز ما يميز كمبوديا، وفقًا للتقرير، هو شواطئها البكر التي لا تزال أقل ازدحامًا مقارنة بشواطئ جيرانها، في الوقت الذي يعاني فيه السياح في فيتنام وتايلاند من الازدحام السياحي، يجد الزوار في كمبوديا مساحة أكبر للاستمتاع بالجمال الطبيعي والهدوء.
جزيرة كوتا الكمبودية، على سبيل المثال، تعد ملاذًا استوائيًا به غابات منغروف كثيفة وشواطئ طويلة تمتد على مسافات شاسعة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالأصوات الطبيعية للأمواج والرياح والعصافير فقط.
رغم هذه المزايا الفريدة، تظل كمبوديا وجهة غير مشهورة بالمقارنة مع تايلاند وفيتنام، في عام 2023، استقبلت تايلاند نحو 28 مليون سائح، في حين زار فيتنام 12.6 مليون شخص، بينما استقطبت كمبوديا فقط خمسة ملايين سائح في نفس العام.
ومع ذلك، فإن السلطات الكمبودية تعمل على تعزيز قطاع السياحة بشكل ملحوظ من خلال استثمارات كبيرة في البنية التحتية، بما في ذلك تطوير الطرق والمواصلات بين المدن والجزر.
كما تشهد البلاد توسعًا في عدد الفنادق والمنتجعات السياحية الفاخرة، التي تقدم أسعارًا تنافسية مقارنة بتلك التي توفرها جاراتها في المنطقة.
في حديثها لصحيفة “التايمز”، أشارت الصحافية المتخصصة في السياحة، كلوديا روان، إلى تجربتها الشخصية في جزيرة كوه رونغ الكمبودية، حيث عبرت عن دهشتها من المناظر الطبيعية التي رأت من نافذة العبارة.
وصفَت الرمال البيضاء التي تشبه السكر، والأشجار العالية لجوز الهند، والمياه الفيروزية المتلألئة، وقالت إن هذا المنظر كان “أجمل امتداد ساحلي رأته على الإطلاق”.
وأضافت أن الجزيرة تتمتع بتضاريس طبيعية رائعة، حيث يوجد مسارات للمشي تؤدي إلى شلالات منعزلة وشواطئ نادرة لم تطأها قدم بشر.
كما أن مراكز الغوص العالمية في الجزيرة تمنح السياح فرصة لاستكشاف الحياة البحرية المدهشة، مثل الأسماك الاستوائية والسلاحف البحرية والتكوينات المرجانية الرائعة.
علاوة على ذلك، تتمتع كمبوديا بتاريخ ثقافي غني، حيث تحتوي على معابد ضخمة ومعالم تاريخية تعود إلى العصور القديمة، في مدينة أنغكور، على سبيل المثال، يمكن للزوار استكشاف المعابد التي بنيت في القرنين العاشر والثاني عشر، وهي معالم تعكس عظمة الثقافة الكمبودية القديمة، هذه المواقع التاريخية تجعل من كمبوديا وجهة سياحية متنوعة تجمع بين الطبيعة الخلابة والكنوز الثقافية العميقة.
مع هذه المزايا المتعددة، أصبحت كمبوديا الآن في صدد تحقيق مكانة متميزة على الساحة السياحية العالمية، بفضل أسعارها التنافسية والبنية التحتية الحديثة، من المتوقع أن تشهد البلاد تدفقًا متزايدًا من السياح في السنوات القادمة.
وتشير التوقعات إلى أن كمبوديا ستنافس بقوة الوجهات السياحية الكبرى، مما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات التي يمكن أن تجذب انتباه المسافرين من مختلف أنحاء العالم.