-- سلايدر --منوعات وترفيه

“كمأ القصيم”.. قيمة غذائية وثروة طبيعية تحتفل بها المنطقة في مهرجان الفقع

تحتضن منطقة القصيم واحدة من أغنى الثروات الطبيعية التي تتميز بها، وهي نبات الفقع المعروف محلياً بالكمأ. ليس فقط لأنه من الأطعمة الشهية ذات القيمة الغذائية العالية، بل أيضًا لخصائصه الطبية التي جعلت منه جزءاً أساسياً من التراث الشعبي في المنطقة. حيث يُعد الفقع عنصراً مهماً في النظام الغذائي المحلي، ويقدم فوائد صحية عديدة بما في ذلك كونه شفاءً للعين، كما ذكر في الحديث النبوي الشريف.

زراعة الفقع في القصيم: عوامل نجاح استثنائية

تحظى منطقة القصيم ببيئة مثالية لزراعة الفقع، حيث تتميز الأرض بالتربة الخصبة والماء العذب الذي يوفر الظروف المناسبة لنمو هذه الفطريات الطبيعية. إضافة إلى ذلك، يُعد نبات “الرقروق” أحد العناصر التي تساعد في استزراع الفقع، حيث تنتشر هذه النباتات في مركزي شري والسعيرة شمال المنطقة. يعتبر الفقع في القصيم بمثابة ثروة طبيعية تضاف إلى الموارد البيئية التي تساهم في استدامة الحياة الزراعية في المنطقة.

يُزرع الفقع في القصيم من أربعة أنواع رئيسية، أولها وأكثرها شهرة هو الفقع “الزبيدي” الذي يُعتبر الأفضل من حيث الطعم والجودة. يليه الفقع “الجباء” و”الخلاسي”، في حين يُعد “البلوخ” آخر الأنواع التي تظهر في موسم الفقع. ومع هذه الأنواع المتنوعة، يشتهر الفقع في القصيم ليس فقط لمذاقه اللذيذ بل أيضًا لفوائده الصحية المتعددة.

فوائد صحية وبيئية للفقع

يعد الفقع بمثابة علف طبيعي غني للحيوانات الرعوية، مما يجعله عنصراً مهماً في النظام البيئي الزراعي للمنطقة. إضافة إلى ذلك، يعتبر ماء الفقع علاجاً طبيعياً للعديد من الأمراض، وخصوصاً للعين، حيث يُنسب له خصائص علاجية مذكورة في النصوص الدينية. تكمن أهمية الفقع في كونه نباتاً طبيعياً يمكن استغلاله من مختلف النواحي الزراعية والصحية.

مهرجان الفقع: احتفالية بزراعة القصيم وثروتها الطبيعية

يستمر مهرجان الفقع في القصيم للعام الرابع على التوالي، ويستمر لمدة عشرة أيام. هذا الحدث يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفل بالفقع، ويجذب العديد من الزوار من داخل المملكة وخارجها للاستمتاع بأنشطة متعددة. يتضمن المهرجان عرضاً لمنتجات الفقع بأنواعه المختلفة عبر 18 ركنًا خاصًا، بالإضافة إلى ساحة مخصصة للمزاد لبيع هذه المنتجات.

كما يُعد المهرجان فرصة هامة لدعم الأسر المنتجة، حيث يضم 32 ركنًا مخصصًا لعرض منتجاتهم المتنوعة من التمور والعسل والمنتجات الغذائية الأخرى، مما يساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي. وبجانب العروض التجارية، تقدم الفعاليات المصاحبة المهرجان بُعداً ثقافياً فريداً، يعكس التراث والعادات المحلية المتعلقة بزراعة الفقع.

ختاماً

يُعتبر مهرجان الفقع في القصيم منصة مهمة للاحتفاء بالتراث الزراعي المحلي وتقديم الفوائد الغذائية والطبية التي يكتنزها نبات الفقع. تجذب هذه الفعالية الزوار للتعرف على تاريخ المنطقة وزراعتها، وكذلك لاكتشاف المزايا التي تقدمها هذه الثروة الطبيعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى