-- سلايدر --أحداث وفعاليات

“مجد مباري” يعرض تاريخ الإمام تركي بن عبدالله ويخلد ذكراه بأسلوب عصري

في ذكرى مرور 200 عام على إعادة تأسيس الدولة السعودية الثانية، يقدّم معرض “مجد مباري” تجربة توثيقية مبتكرة تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن لتسليط الضوء على مناقب الإمام تركي بن عبدالله بن محمد سعود، مؤسس الدولة السعودية الثانية.

يعكس المعرض الإرث التاريخي لهذا الإمام البارز من خلال عروض بصرية وسمعية تفاعلية، تجمع بين الماضي والحاضر، مما يتيح للمشاهدين غمرًا تامًا في الأحداث التاريخية التي ساهم فيها الإمام تركي في بناء الكيان السعودي.

الهدف من المعرض هو تقديم سرد دقيق عن تاريخ الإمام تركي، الذي كان له دور محوري في استرداد أراضي أجداده بعد سقوط الدولة السعودية الأولى، وكذلك في مواجهة الحملات العثمانية ضد منطقة نجد.

كما يُبرز المعرض شخصية الإمام، الذي كان أحد القادة المخلصين في مقاومة الاحتلال، مما جعله واحدًا من أعظم الشخصيات في تاريخ المملكة.

تجربة تفاعلية تُوثق التاريخ

يقام المعرض في أجواء منطقة الدرعية التاريخية، ويمنح الزوار فرصة التعرف على حياة الإمام تركي بن عبدالله من خلال عروض متعددة تجمع بين المؤثرات البصرية والصوتية.

يبدأ الزوار بالتعرف على تفاصيل حياة الإمام، بدءًا من مولده ونشأته، مرورًا بتفاصيل علاقته بالأميرة هويدية آل شامر، زوجته التي كانت من الداعمين له، وصولًا إلى ارتباطه بالسيف الأجرب الذي رافقه في رحلة توحيد الأرض.

العديد من القصائد التي كتبها الإمام، وأبرزها قصيدته الشهيرة “يوم أن كل من خويّه تبرّا .. حطيت الأجرب لي خوي مباري”، يتم استعراضها في المعرض لتجسد الأحداث العظيمة التي خاضها الإمام في مسيرة بناء الدولة السعودية.

هذا المعرض لم يقتصر على تقديم الحقائق التاريخية، بل اعتمد على التفاعل مع الزوار من خلال وسائط متنوعة تنقلهم إلى حقب تاريخية هامة.

استقبال جماهيري واسع وتمديد فترة العرض

شهد المعرض حضورًا جماهيريًا كبيرًا من مختلف فئات المجتمع، وهو ما دفع القائمين على المعرض إلى تمديد فترة عرضه حتى 11 يناير الجاري.

زوار المعرض، من السعوديين والأجانب، عبّروا عن إعجابهم الشديد بالتجربة التفاعلية التي تقدم لهم معرفة دقيقة عن الدور الريادي للإمام تركي في تأسيس الدولة السعودية الثانية.

ويقول زهير القرني، أحد الحضور الذي كان برفقة ابنته، إنه تفاجأ بالحضور الكبير من مقيمين وأجانب حرصوا على الاطلاع على تاريخ الدولة السعودية ودور الإمام تركي بن عبدالله، معتبرا المعرض مصدر فخر لكل سعودي لما يحمله من قصص وطنية ومعارك بطولية.

أما محمد بصفر، الذي حضر المعرض برفقة عائلته أثناء إجازته من رحلة الابتعاث، فقد أكد أنه أراد أن يشارك أولاده هذه التجربة التعليمية الرائعة، ليتمكنوا من التعرف على تاريخهم وتاريخ مؤسس الدولة السعودية الثانية.

عرض المخطوطات والوصايا التاريخية

من أبرز ما يميز المعرض هو عرضه لبعض من وصايا وكلمات الإمام تركي بن عبدالله، التي تعكس مواقفه الداعمة للعلم والعلماء.

ومن هذه المعروضات نسخة من كتاب “رياض الصالحين” التي أوقفها الإمام في العام 1230 هـ لطلبة العلم، وهي نسخة لا تزال موجودة حتى اليوم في مكتبة الملك فهد الوطنية، ما يعكس إيمانه العميق بدور العلم في بناء المجتمع.

يعد معرض “مجد مباري” توثيقًا عصريًا لحقبة هامة من تاريخ المملكة، يقدمها بشكل مبتكر يدمج بين التاريخ والتقنيات الحديثة.

وبذلك، يعزز المعرض من فهم الزوار لدور الإمام تركي بن عبدالله في تأسيس الدولة السعودية الثانية ويسلط الضوء على تضحياته الجليلة التي شكلت الأساس لمستقبل الدولة السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى