الصين تشهد زيادة كبيرة في السياحة الأجنبية بفضل سياسات الإعفاء من التأشيرة
في تطور لافت على صعيد السياحة، استقبلت الصين نحو 29.2 مليون زائر أجنبي خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2024، وفقًا للبيانات الرسمية.
من بين هؤلاء، دخل حوالي 17.4 مليون زائر بدون الحاجة إلى تأشيرة، وهو ما يعكس زيادة ملحوظة بنسبة 123.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
زيادة الطلب على السياحة الثقافية
يعود هذا الارتفاع الكبير في أعداد الزوار إلى سياسات الإعفاء من التأشيرة التي طبقتها الصين مؤخرًا، مما أدى إلى زيادة الاهتمام بالتجارب الثقافية الغامرة التي تتميز بها البلاد.
وتعتبر الثقافة الصينية أحد العوامل الأساسية التي تساهم في جذب السياح، حيث توفر الصين مجموعة متنوعة من الأنشطة والفرص التي تمكن الزوار من التفاعل مع تراثها الغني والعميق.
وفقًا لنتائج دراسة حديثة أجرتها أكاديمية السياحة الصينية، أشار أكثر من 60% من المشاركين إلى أن رغبتهم في تجربة الثقافة الصينية كانت السبب الرئيسي وراء زيارتهم للبلاد.
وتشمل هذه التجارب زيارة المعالم التاريخية، مثل المواقع التراثية العالمية، بالإضافة إلى المشاركة في الأنشطة الثقافية التقليدية مثل فنون قص الورق، والعروض الخيطية للدمى، وفنون العرائس الظلية.
الجاذبية المتزايدة للمناطق الثقافية
تشهد العديد من المدن الصينية إقبالًا متزايدًا من السياح الدوليين بسبب تراثها الثقافي الغني. على سبيل المثال، أصبحت مدينة تشيوانتشو في مقاطعة فوجيان من أبرز وجهات السياحة الثقافية، حيث تجذب عروض الدمى الخيطية التي تشتهر بها المدينة الزوار من مختلف أنحاء العالم. كما تعكس هذه المدن التنوع الكبير في التقاليد الصينية، مما يعزز من مكانة الصين كوجهة سياحية ثقافية.
تأثير سياسات الإعفاء من التأشيرة
من خلال تسهيل الوصول إلى البلاد عبر سياسات الإعفاء من التأشيرة، نجحت الصين في تعزيز روابطها الثقافية مع الدول الأخرى. وتتيح هذه السياسات للسياح فرصة أكبر لاستكشاف تاريخ الصين العريق وفهم حضارتها بشكل أعمق.
من عروض العرائس الظلية المعقدة إلى الفنون القتالية التقليدية في شاولين، تقدم الصين لزوارها مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تعكس التنوع الثقافي الواسع للبلاد.
السياحة كجزء من استراتيجية التنمية
من خلال تسليط الضوء على تراثها الثقافي، تواصل الصين تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية على مستوى العالم. إن الاهتمام المتزايد بالثقافة الصينية يعزز الاقتصاد الوطني ويدفع عجلة التنمية في قطاع السياحة.
تواصل الحكومة الصينية التركيز على الحفاظ على هذه التقاليد وتعزيزها من خلال تنظيم مهرجانات ثقافية وبرامج سياحية متجددة تتيح للزوار التفاعل مع التاريخ الحي للبلاد.
في النهاية، تبرز الصين كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين سهولة الوصول والتجارب الثقافية الغنية، مما يفتح المجال أمام سياح من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف قلب الثقافة الصينية والتفاعل مع تقاليدها العريقة.