السياحة السعودية 2024.. المملكة على طريق الريادة العالمية في قطاع السفر
مر عام 2024 كأحد الأعوام الاستثنائية في تاريخ السياحة في المملكة العربية السعودية، حيث شهد القطاع نموًا غير مسبوق تجاوز جميع الأرقام القياسية السابقة، مما يعكس التزام المملكة بأن تصبح وجهة سياحية عالمية، شهدت السعودية ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الزوار، ما ساهم بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة للمواطنين.
في العام المنصرم، حقق قطاع السفر والسياحة السعودي نموًا بنسبة 32%، ليصل إجمالي مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 444.3 مليار ريال سعودي، ما يمثل حوالي 11.5% من الاقتصاد الوطني، وهو رقم فاق التوقعات، متجاوزًا الرقم القياسي السابق بنسبة تقدر بـ 30%. يعكس هذا النمو الدور المتزايد لهذا القطاع في التنمية الاقتصادية للمملكة ورؤية 2030 الطموحة.
واستمرارًا في نجاحه، شهد القطاع زيادة كبيرة في الوظائف التي يدعمها، حيث بلغ عدد الوظائف في القطاع أكثر من 2.5 مليون وظيفة، بزيادة تصل إلى 436 ألف وظيفة مقارنة بالعام الماضي/ ما يعادل تقريبًا واحدة من كل خمس وظائف في المملكة، وهي زيادة تقدر بحوالي 24% في التوظيف على مدار العام، مما يساهم في تقليص معدلات البطالة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
أما في جانب الإنفاق، فقد حقق قطاع السياحة قفزة نوعية، حيث ارتفع إنفاق الزوار الدوليين بنسبة 57%، ليصل إلى 227.4 مليار ريال سعودي، وتجاوز هذا الرقم الرقم القياسي السابق بمقدار 93.6 مليار ريال سعودي. بينما نما إنفاق الزوار المحليين بنسبة 21.5%، ليصل إلى 142.5 مليار ريال سعودي.
تتجه المملكة العربية السعودية نحو تحقيق أهداف أكثر طموحًا، حيث كانت قد وضعت هدفًا طموحًا لجذب 100 مليون زيارة سنويًا بحلول عام 2030، ولكن مع النتائج المحققة في عام 2024، بات من الممكن رفع هذا الرقم إلى 150 مليون زيارة سنويًا، وهو ما يثبت القوة المتنامية للقطاع السياحي السعودي على المستوى العالمي.
في تصريح لها، قالت جوليا سيمبسون، مستشار وزير السياحة والمدير التنفيذي السابق للمجلس العالمي للسفر والسياحة، إن هذه الإنجازات الاستثنائية تُعد لحظة فارقة في مسيرة السعودية نحو الريادة العالمية في قطاع السياحة.
وأضافت أن هذا النجاح هو نتاج التزام المملكة العميق بتطوير هذا القطاع عبر دمج التراث الثقافي والمبادرات السياحية الحديثة التي تجعلها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جذبًا في العالم.
من جانبه، أكد أحمد الخطيب، وزير السياحة السعودي، أن قطاع السياحة في المملكة يشكل ركيزة أساسية لخطط التنويع الاقتصادي في رؤية السعودية 2030.
وأوضح أن المملكة خصصت أكثر من 800 مليار دولار للاستثمار في القطاع السياحي بحلول عام 2030، مع العمل على خلق المزيد من فرص العمل وزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
مع استمرار النمو الكبير في قطاع السفر والسياحة، يتوقع أن يحقق القطاع السعودي مزيدًا من النمو في 2025. حيث من المتوقع أن تصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 498 مليار ريال سعودي، مع زيادة في الوظائف بأكثر من 158 ألف وظيفة لتصل إلى حوالي 2.7 مليون وظيفة.
كما يتوقع أن يتضاعف إنفاق الزوار الدوليين ليصل إلى 256 مليار ريال سعودي، بينما سيصل إنفاق الزوار المحليين إلى 155.2 مليار ريال سعودي.
هذا النمو الاستثنائي في قطاع السياحة في المملكة يعكس نجاح الجهود المستمرة لتحقيق رؤية السعودية 2030، ويعزز مكانتها كمركز سياحي عالمي يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.