-- سلايدر --وجهات سياحية

المغرب يراهن على عطلة رأس السنة لتحقيق إيرادات سياحية تتجاوز 100 مليار درهم

مع اقتراب نهاية العام وعطلة رأس السنة الميلادية، يتوقع المغرب تحقيق زيادة ملحوظة في إيرادات السياحة لهذا العام، ليصل القطاع السياحي إلى عتبة تاريخية جديدة تتجاوز 100 مليار درهم، يُعدّ هذا الرقم إنجازًا كبيرًا يضاف إلى النتائج الإيجابية التي حققتها البلاد خلال الشهور الماضية.

انتعاش القطاع السياحي المغربي في 2024

بحسب أحدث البيانات من “مرصد السياحة”، شهد المغرب ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السياح الوافدين على البلاد. خلال شهر أكتوبر 2024 فقط، وصل عدد السياح إلى 1.5 مليون سائح، مسجلًا زيادة بنسبة 30% مقارنة بنفس الشهر من العام السابق.

وقد وصل إجمالي عدد السياح الذين زاروا المغرب حتى نهاية نوفمبر الماضي إلى 15.9 مليون سائح، متجاوزًا الرقم القياسي الذي تم تسجيله في 2023، الذي بلغ 14 مليون سائح.

تأتي هذه الزيادة في أعداد السياح في وقت يشهد فيه القطاع السياحي المغربي انتعاشًا قويًا، حيث ارتفعت إيرادات السياحة بنسبة 9.3% لتصل إلى 97 مليار درهم بحلول نهاية نوفمبر 2024.

هذا النمو يجعل من المتوقع أن تتجاوز الإيرادات 100 مليار درهم بنهاية العام، وهي المرة الثانية في تاريخ القطاع التي يتم فيها تحقيق هذا الرقم، بعد أن بلغ الرقم القياسي في 2023 نحو 105 مليارات درهم.

السياح من الأسواق التقليدية والجديدة

تشير البيانات إلى أن السياح من “الأسواق التقليدية” مثل فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة قد شكلوا أكبر نسبة من الوافدين إلى المغرب هذا العام.

وقد أظهرت الإحصاءات نموًا ملحوظًا في أعداد السياح من هذه البلدان، حيث ارتفعت نسبة السياح الفرنسيين بنسبة 21%، والإسبان بنسبة 14%، بينما شهدت المملكة المتحدة نموًا بنسبة 46%، والسياح الألمان بنسبة 31% حتى أكتوبر 2024.

وفي هذا السياق، أكد تحليل حديث لتوجهات الحجز في موقع “GuruWalk”، أن المغرب شهد زيادة كبيرة في حجوزات عطلة نهاية السنة من السياح الإسبان.

وقد استحوذ المغرب على 3% من إجمالي حجوزات العطلة الإسبانية لهذا العام، وهو ما يعد ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بعام 2021، حيث انخفضت الحجوزات المحلية داخل إسبانيا من 60% في 2021 إلى 22% في 2024. ويُعتبر هذا التوجه إشارة قوية إلى تزايد شعبية المغرب كوجهة سياحية مميزة للسياح الإسبان.

مراكش الوجهة المفضلة للاحتفالات

مراكش، المدينة العريقة والمزدهرة، تصدرت قائمة الوجهات السياحية المفضلة خلال عطلة رأس السنة، يعدّها العديد من الخبراء السياحيين المكان المثالي للاحتفالات، حيث تجذب مئات الآلاف من الزوار سنويًا، لما توفره من تجربة فريدة تجمع بين التقاليد العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة، المناخ المعتدل في فصل الشتاء يجعلها خيارًا مفضلاً للهروب من قساوة الشتاء الأوروبي.

يُعتبر أيضًا مناخ المدينة المعتدل في الشتاء عامل جذب إضافي، خاصة مع مناظر جبال الأطلس العليا والواحات والبساتين المحيطة، مما يجعلها الوجهة المثالية للزوار الراغبين في استكشاف جمال الطبيعة والتمتع بالعطلة.

من جانب آخر، أفاد الزبير بوحوت، الخبير السياحي، أن مراكش أصبحت بمثابة نقطة انطلاق للعديد من السياح الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم، لا سيما في فترة الأعياد.

المغرب: وجهة سياحية جديدة للأسواق الناشئة

بعيدًا عن الأسواق التقليدية، أصبح المغرب وجهة سياحية مفضلة للعديد من المواطنين من الأسواق الجديدة، ومن أبرز هذه الأسواق، روسيا، حيث أشار فاليري بريتاوس، الخبير الروسي في صناعة السفر، إلى أن المغرب قد أصبح الوجهة الأولى للمواطنين الروس خلال عطلة رأس السنة.

تُظهر هذه الاتجاهات أن المغرب قد تمكن من توسيع قاعدة سياحيته لتشمل أسواقًا جديدة، مما يعزز مكانته كوجهة سياحية عالمية متعددة الأبعاد.

التوقعات المستقبلية لقطاع السياحة المغربي

مع تزايد أعداد السياح الوافدين إلى المغرب واستمرار ارتفاع الإيرادات السياحية، يتوقع الخبراء أن يشهد القطاع مزيدًا من النمو في السنوات المقبلة.

ومن خلال الاستمرار في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الأسواق التقليدية والناشئة، يمكن للمغرب تعزيز مكانته على خريطة السياحة العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى