“الشداد والجاعد”.. أدوات تراثية تعيد إحياء ذاكرة الأجداد
تعد الشداد والجاعد من الأدوات التراثية التي حملت في طياتها الكثير من الحكايات عن حياة الأجداد وارتباطهم الوثيق بالإبل، هذه الأدوات كانت جزءًا أساسيًا من حياة البادية ووسائل التنقل والتجارة، وتعكس عمق التراث الثقافي الذي تشتهر به الجزيرة العربية، ففي مهرجان الملك عبد العزيز، الذي يُعد واحدًا من أبرز الفعاليات التي تُسلط الضوء على التراث الثقافي السعودي، يتم عرض هذه الأدوات التي تشهد على إبداع الأجداد في استخدام الموارد الطبيعية حولهم.
الجاعد: درع الحماية للركاب
الجاعد هو جلد مدبوغ يُستخدم لحماية الركاب من الظروف القاسية أثناء رحلاتهم الطويلة على ظهور الإبل. يُزال الشعر من الجلود ويُستخدم فوق المراكب كدرع للحماية من حرارة الشمس الحارقة أو البرودة القارسة، مما يعكس عبقرية البادية في الاستفادة من الموارد الطبيعية التي توفرها الإبل.
كان الجاعد يمثل جزءًا أساسيًا من الرحلات اليومية، حيث يوفر للركاب الحماية اللازمة لتأمين رحلاتهم عبر الصحراء، وهو دليل على قدرة الإنسان العربي في التكيف مع البيئة الصحراوية القاسية.
الشداد: رمز من رموز تراث الإبل
أما الشداد فهو أداة أخرى من الأدوات التي كان يتم استخدامها في حياة الأجداد مع الإبل. يصنع الشداد من الخشب ويُوضع على سنام البعير، وهو ما يساعد الراعي في توازن حمله أثناء تنقله على ظهر الإبل.
يتم تعليق زهابه على الشداد، بالإضافة إلى وجود حقيبتين يُطلق عليهما اسم الخرج، حيث تُحمل فيهما الأدوات والمعدات التي يحتاجها الراعي أثناء رحلاته.
تُعتبر الخرج من أمتع الأغراض التراثية التي يرتبط بها السكان في الجزيرة العربية. يتميز الخرج بألوانه الزاهية ونقوشه الجميلة المزينة بالأهداب، ويُعتبر من أبرز المنتجات اليدوية التي تحمل قيمًا ثقافية عالية تعكس براعة الحرفيين في تلك الحقبة الزمنية.
مهرجان الملك عبد العزيز: تسليط الضوء على التراث الثقافي
يشهد جناح هيئة التراث في مهرجان الملك عبد العزيز إقبالاً كبيرًا من الزوار الذين يتوافدون للاطلاع على هذه الأدوات التراثية التي كانت أساسية في حياة الأجداد.
يتيح الجناح للزوار فرصة التعرف عن كثب على الأدوات التقليدية التي كانت تُستخدم في العصور الماضية، مع شرح وافي عن طريقة استخدامها وأهميتها في حياة البادية.
يُعتبر مهرجان الملك عبد العزيز أحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تعزز الهوية الوطنية وترسخ مكانة الإبل في الثقافة السعودية، ويُسهم بشكل فعال في نقل هذه الموروثات التاريخية للأجيال القادمة.
كما يُعتبر المهرجان منصة مهمة ل تعريف الزوار بالتراث الثقافي للمملكة العربية السعودية، لاسيما في ما يتعلق بالأنشطة التقليدية التي كانت تُمارس في الحياة اليومية للبدو.
تعزيز مكانة الإبل في الثقافة السعودية
إن الشداد والجاعد ليستا مجرد أدوات؛ بل هما جزء من هوية ثقافية تمتد عبر الأجيال. فهذه الأدوات تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من الارتباط الوثيق بالإبل، التي كانت ولا تزال جزءًا من حياة الإنسان في المملكة العربية السعودية. تعكس هذه الأدوات أيضًا تطور الإنسان في استخدام المواد المتاحة في البيئة المحلية لخدمة احتياجاته.
من خلال هذه الفعاليات التي يُنظمها مهرجان الملك عبد العزيز، يتضح لنا أهمية الحفاظ على التراث وتعليمه للأجيال الجديدة ليظل جزءًا من الهوية الوطنية.