-- سلايدر --منوعات وترفيه

“أرومة” فريق نسائي يحيي التراث ويعزز الهوية الثقافية في المجاردة

في خطوة فريدة تهدف إلى إحياء التراث وتعزيز الهوية الثقافية، أطلق فريق نسائي في محافظة المجاردة سلسلة من النشاطات الثقافية التي تسعى إلى إبراز أصالة التراث السعودي وجماله من خلال الفن والابداع.

الفريق الذي يحمل اسم “أرومة” بدأ عمله التطوعي في إطار مبادرة “أجاويد 2” التي أطلقها أمير منطقة عسير، وحقق نجاحًا كبيرًا من خلال فوزه بمركز متقدم في هذه المبادرة.

إحياء التراث في قلب المجاردة

تتخذ “أرومة” من قرية “ربوع بلادي” السياحية في المجاردة مقرًا لأنشطتها الثقافية، وهو الموقع الذي تم تطويره على مدار 30 عامًا ليحتفظ بجوهره التراثي ويجمع بين الأصالة والتحديث.

وتعد القرية نموذجًا حيًا للتراث السعودي، حيث تضم حصونًا أثرية، دروبًا تاريخية، نزلًا سكنيًا، متحفًا تراثيًا، مسرحًا مفتوحًا، ومساحات خضراء واسعة، تمتد على مساحة تبلغ 125 ألف متر مربع.

الفن والتطوع في خدمة المجتمع

بدأت الفتيات عملهن التطوعي ضمن مبادرة “أجاويد 2” من خلال تقديم أعمال فنية واجتماعية تدمج بين الفن وخدمة المجتمع.

قامت المشاركات بتقديم مبادرتين ثقافيتين في مسار “الوعي” التابع للمبادرة، هما “حرفة وفن” و”مساحات فنية”، وهو أحد المحاور الرئيسية التي تركز على الفعل الثقافي والإبداعي.

لاقت هذه الأعمال استحسان لجان التحكيم، مما أهل الفريق ليكون ضمن العشر مبادرات الفائزة في هذا المسار على مستوى منطقة عسير.

تكوين فريق “أرومة” وتطوير الأنشطة

بعد نجاح المبادرتين في “أجاويد 2″، تم تشكيل فريق “أرومة” الذي يضم 25 فتاة من مختلف التخصصات، بما في ذلك فنانات تشكيليات، مصورات فوتوغرافيات، معلمات رياض أطفال، ومتخصصات في التصاميم الفنية.

ويعمل الفريق على تطوير الأنشطة الثقافية والفنية في قرية “ربوع بلادي”، مع التركيز على تقديم خدمات فنية تسهم في تطوير الثقافة المحلية وتعزيز الوعي التراثي في المجتمع.

وتسعى الفتيات إلى جذب المجتمع المحلي والزوار إلى هذه القرية التي تمثل وجهة سياحية متكاملة، من خلال إقامة فعاليات فنية وتراثية تُظهر التاريخ الثقافي للمملكة وتساهم في تطوير السياحة المحلية.

“ربوع بلادي” كنموذج للتراث والتحديث

أكد مالك قرية “ربوع بلادي” التراثية محمد الغاوي، أن القرية تم إعادة تأهيلها بعناية على مدى العقود الماضية، لتصبح واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تدمج بين التراث القديم والتطور الحديث.

وأضاف الغاوي أن هذه القرية لا تقتصر فقط على كونها موقعًا سياحيًا، بل تمثل أيضًا مركزًا ثقافيًا حيويًا يعكس جمال التراث السعودي ويساهم في نشر الثقافة بين الأجيال الجديدة.

مستقبل مشرق للأنشطة الثقافية في المجاردة

يبدو أن مشروع “أرومة” ليس مجرد خطوة فردية، بل هو جزء من رؤية أوسع تهدف إلى تمكين النساء في المجاردة وفي منطقة عسير بشكل عام، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي السعودي من خلال أنشطة عملية ومؤثرة.

الفريق يأمل في توسعة نشاطاته مستقبلاً ليشمل مزيدًا من المناطق، والعمل على تطوير المزيد من المشاريع الثقافية التي تخدم المجتمع وتبرز هوية المملكة الثقافية بطرق مبتكرة.

يعد هذا المشروع مثالًا حيًا على قدرة الشباب السعودي على الابتكار والإبداع في مجالات متعددة، ويؤكد أهمية العمل التطوعي في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى