عودة الحياة لأزهار الحارة في الحدود الشمالية
شهدت منطقة الحدود الشمالية تحولًا بيئيًا ملحوظًا، مع عودة النباتات البرية النادرة التي طالما تميزت بها هذه المنطقة، أزهار “الحارة” الصفراء، برائحتها العطرة وجمالها الأخّاذ، عادت لتزدهر في الأراضي الصحراوية، مما ساهم في إثراء الغطاء النباتي وزيادة الرقعة الخضراء.
تزامن هذا التغيير مع موسم أمطار مبكر، ساعد على نمو الأعشاب والنباتات التي لم تُرصد منذ سنوات طويلة، نبات “الحارة”، الذي يُعد من الأنواع الحولية، استطاع بفضل هذه الظروف أن يظهر من جديد بأعداد نادرة.
يتميز هذا النبات بأوراقه المغطاة بشعيرات دقيقة تحفظ الرطوبة، مما يمنحه القدرة على التكيف مع الظروف الصحراوية القاسية، عادة ما ينمو في التربة الحصوية والقيعان، حيث يزدهر خلال فصل الربيع، إلا أنه يُصنف من النباتات الرعوية الضعيفة.
“الحارة” تعرف بعدة أسماء محلية مثل “عفش”، “الخشين”، “اليهق الأصفر”، و”الإسحارة”، أوراقها القاعدية معنقة وبيضاوية، بينما تكون الأوراق العلوية صغيرة الحجم، يصل طول سيقانها إلى حوالي 60 سم، وهي شعيرية الملمس، مما يمنحها ميزة إضافية لتحمل البيئة الصحراوية.
رئيس مجلس إدارة جمعية أمان البيئية، ناصر المجلاد، أكد أن الأمطار المبكرة هذا العام لعبت دورًا كبيرًا في إعادة الحياة للنباتات الموسمية والحولية التي كانت غائبة لسنوات.
وأشار إلى أن منطقة الحدود الشمالية تتمتع بتنوع نباتي غني يضم نباتات عطرية وغذائية، مما يعكس تنوع تضاريسها وبيئتها الطبيعية.
وأضاف أن هذا الغطاء النباتي يسهم في مكافحة التصحر وتثبيت التربة، فضلًا عن تعزيز التنوع الأحيائي الذي يدعم التنمية البيئية المستدامة.
المجلاد أكد أيضًا أن هذه النباتات تمثل عامل جذب للباحثين عن السياحة البيئية واستكشاف الطبيعة، حيث توفر فرصة فريدة للاستمتاع بجمال النباتات البرية واكتشاف أسرارها.
كما أشار إلى أهمية الجهود المبذولة لحماية البيئة، بدءًا من إنشاء المحميات الطبيعية، إلى تطبيق قوانين صارمة تهدف إلى الحفاظ على مكونات البيئة من التدهور.
تسهم المحميات الطبيعية في حماية النباتات البرية النادرة مثل “الحارة”، إذ تُمنع الرعي الجائر والأنشطة البشرية التي قد تؤثر على النظام البيئي، هذه الخطوات لا تحمي النباتات فحسب، بل تعزز أيضًا من ازدهارها وانتشارها.