-- سلايدر --أخبار سياحية

الخطوط السورية تستأنف رحلاتها الجوية وتطلق أول رحلة من دمشق إلى حلب

في خطوة تاريخية، أعلنت الخطوط الجوية السورية عن استئناف رحلاتها الجوية من مطار دمشق الدولي إلى محافظة حلب، حيث أقلعت أولى الطائرات التجارية يوم الأربعاء، 18 ديسمبر 2024، وسط احتفاء شعبي كبير.

تأتي هذه الرحلة بعد فترة انقطاع طويلة، حيث تم تعليق كافة الرحلات الجوية من وإلى دمشق إثر التطورات السياسية الأخيرة في البلاد.

استئناف الرحلات الجوية بعد سقوط نظام البعث

شهد مطار دمشق الدولي يوم الأربعاء بداية جديدة، بعد إغلاقه في 8 ديسمبر 2024 بسبب الظروف السياسية التي شهدتها سوريا، حيث سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد من المؤسسات العامة والشوارع.

هذه التطورات أنهت حقبة حكم دام 61 عامًا لنظام حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد. وقد جاءت هذه الرحلة الجوية من دمشق إلى حلب بمثابة رمز للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد سنوات من الصراع والدمار.

الرحلة التاريخية إلى حلب

أقلعت الطائرة التابعة للخطوط الجوية السورية من مطار دمشق الدولي متوجهة إلى مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، في خطوة هامة على صعيد استعادة الروابط بين المدن السورية.

وقد كانت هذه الرحلة جزءًا من خطة أوسع لاستئناف الحركة الجوية التي توقفت لفترة طويلة بسبب النزاع المستمر في البلاد.

الرحلة، التي لاقت اهتمامًا كبيرًا من المواطنين، تعتبر نقطة تحول في مسار إعادة إعمار قطاع النقل في سوريا بعد سنوات من الحروب.

تداعيات الأزمة السورية وتدخلات القوى الأجنبية

انطلقت الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد في عام 2011، والتي قوبلت بقمع عنيف من قبل قوات النظام، ومع مرور السنوات، دخلت البلاد في نزاع دموي مع تعدد الأطراف المتحاربة، مما خلف دمارًا هائلًا في البنية التحتية والخدمات الأساسية في البلاد.

في ظل هذا الصراع، تدخلت عدة قوى إقليمية ودولية لدعم مختلف الأطراف. إيران وروسيا وحزب الله اللبناني دعمت بقوة النظام السوري، بينما قدمت تركيا ودول أخرى دعمًا لعدد من فصائل المعارضة.

كما شهدت البلاد موجات من التوترات مع ظهور تنظيمات جهادية تعمل على توسيع نفوذها في العديد من المناطق، وقد أثرت هذه التدخلات بشكل مباشر على قدرة الحكومة السورية في إدارة البلاد، بما في ذلك قطاع النقل الجوي.

مستقبل قطاع النقل الجوي في سوريا

بعد استئناف الرحلات الجوية، يتطلع المسؤولون إلى استعادة النشاط الكامل في قطاع الطيران داخل سوريا، وهو قطاع تعرض لدمار بالغ جراء سنوات الحرب.

ويأمل المواطنون أن يسهم هذا التطور في تحفيز الاقتصاد المحلي، حيث ستكون هذه الخطوة بداية لفتح المزيد من الطرق الجوية الداخلية والخارجية.

يضاف إلى ذلك أن استعادة الرحلات الجوية من وإلى دمشق وحلب ستعزز الروابط التجارية والاجتماعية بين المناطق السورية المختلفة.

يُعد استئناف رحلات الخطوط الجوية السورية من دمشق إلى حلب علامة فارقة في تاريخ سوريا ما بعد الصراع، ويعكس إصرار السوريين على إعادة بناء وطنهم رغم التحديات الكبيرة.

ومع قرب افتتاح المزيد من الرحلات الداخلية والدولية في الأشهر القادمة، يأمل السوريون في أن يكون هذا الحدث بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى