اكتشاف 8 نباتات نادرة في “نيوم”
في خطوة علمية هامة تسلط الضوء على جهود المملكة العربية السعودية لحماية التنوع البيولوجي، أعلنت وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع شركة “نيوم” عن اكتشاف 8 أنواع جديدة من النباتات المحلية النادرة التي تتميز بتوزيع محدود على مستوى العالم.
هذا الاكتشاف يمثل إنجازًا كبيرًا ويُعد نتيجة لبرنامج “نيوم فلورا” الذي يهدف إلى توثيق وحماية التنوع النباتي في منطقة “نيوم”، ويساهم في تعزيز فهم المملكة لبيئتها الطبيعية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
برنامج “نيوم فلورا” يعزز جهود الحفاظ على البيئة
جاء الاكتشاف بعد إجراء دراسة شاملة تم تنفيذها على مرحلتين من قبل فرق علمية متخصصة في مجالات الجيولوجيا، البيئة، التربة، الهيدرولوجيا، وغيرها من العلوم البيئية.
وقد ركزت الدراسة على فهم خصائص الأراضي في نيوم وتجمعات المياه وأثرها على النباتات المحلية، حيث تتماشى هذه الجهود مع رؤية “نيوم” للحفاظ على 95% من أراضيها كمساحات طبيعية، الأمر الذي يسهم في تعزيز البيئة والتنوع البيولوجي الفريد في المنطقة.
برنامج “نيوم فلورا”، الذي أُطلق في عام 2021، يمثل أحد المحاور الرئيسة لاستراتيجية “نيوم” في الحفاظ على التراث الطبيعي في المنطقة.
ومن خلال توثيق هذه الأنواع النباتية النادرة، يساهم البرنامج في تعزيز المعرفة العلمية، ويُسهم في تقديم حلول مستدامة لحماية هذه الأنواع من التهديدات البيئية.
الأنواع المكتشفة والبيئة الطبيعية في نيوم
الأصناف النباتية الجديدة التي تم اكتشافها تشمل ثمانية أنواع متنوعة، وهي:
- Bituminaria flaccida (Nábělek) Greuter
- Cicer judaicum Boiss
- Crambe hispanica L
- Diplotaxis tenuifolia (L.) DC
- Hyoscyamus boveanus (Dunal) Asch & Schweinf
- Muscari longipes subsp Longipes
- Phagnalon nitidum Fresen
- Plantago sinaica (Barnéoud) Decne
تم تسجيل هذه الأنواع وإيداعها في المعشبة الوطنية بمركز البذور والتقاوي وبنك الأصول الوراثية النباتية في الرياض، حيث تُعد هذه الخطوة مهمة لحفظ هذه الأنواع وتوثيقها على الصعيدين المحلي والعالمي، وهذه النباتات تمثل جزءًا من التنوع البيولوجي الفريد الذي تتمتع به منطقة “نيوم”، والتي باتت مركزًا عالميًا للابتكار البيئي والحفاظ على الطبيعة.
دور محمية نيوم في حماية الموائل الطبيعية
من جهته، أكد الدكتور بول مارشال، رئيس محمية نيوم، أن العمل في المحمية يُركّز على حماية وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية في المنطقة.
وأشار إلى أن جميع المشاريع التي تنفذها “نيوم” تدعم هذه الجهود البيئية الطموحة، التي تُسهم في الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية التي تُعد جزءًا من التراث الطبيعي للمملكة.
وأضاف مارشال أن برنامج “نيوم فلورا” يُعد نموذجًا فريدًا يوضح التزام “نيوم” بالحفاظ على الطبيعة وتوثيقها، ما يُمكّن المملكة من تعزيز مكانتها كمحور رئيسي في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي على مستوى العالم.
جهود مستدامة في البحث العلمي وتعزيز المعرفة البيئية
وفي السياق نفسه، أكد ضياء زيدان، مدير أول عمارة البيئة في “نيوم”، أن الجهود العلمية التي تم بذلها خلال العامين والنصف الماضيين قد أسفرت عن توثيق 345 نوعًا نباتيًا محليًا، بالإضافة إلى 28 نوعًا نادرًا عالميًا، من بين هذه الأنواع، تم اكتشاف 8 أنواع جديدة لم تكن قد تم تسجيلها في المملكة سابقًا.
ولفت زيدان إلى أن هذا الإنجاز يعكس التزام “نيوم” بتطوير بيئة علمية مستدامة تساهم في تحقيق الأهداف البيئية للمملكة، سواء على مستوى حماية البيئة أو في إطار رؤية “نيوم” المستقبلية.
هذه الاكتشافات تسهم في تعزيز استخدام المعرفة البيئية في تطوير مشروعات “نيوم”، سواء في المدن الذكية أو في المشاريع المستدامة التي تضع البيئة في صلب أولوياتها.
وتعد هذه المعرفة العميقة بالتنوع النباتي جزءًا أساسيًا في خلق مساحات طبيعية حضرية مستدامة، بما يخدم رؤية المملكة في تعزيز الاستدامة البيئية.
أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الطبيعي
برنامج “نيوم فلورا” يعد جزءًا من الجهود الأوسع التي تبذلها المملكة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يسهم هذا البرنامج في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الموارد الطبيعية التي تعتبر من أهم العوامل التي تساهم في تحسين البيئة المحلية والعالمية.
كما يُعتبر البرنامج أحد الجهود المبذولة لتعزيز سمعة “نيوم” كوجهة بيئية مثالية، تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والحفاظ على الطبيعة.
في الختام، يعكس هذا الاكتشاف الفريد تقدّم المملكة في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، ويعزز مكانة “نيوم” كمركز بيئي عالمي يعمل على حماية الموارد الطبيعية، بما يتماشى مع أهداف المملكة في تنمية مستدامة ومتوازنة.