-- سلايدر --مال و أعمال

تريليون دولار إيرادات متوقعة لسوق الإعلانات العالمية  حلول 2025

في تحول تاريخي يعكس الهيمنة المتزايدة للإعلانات الرقمية، توقعت الوكالة الإعلامية العالمية GroupM أن تتجاوز إيرادات سوق الإعلانات العالمية حاجز التريليون دولار لأول مرة بحلول عام 2025، مع استمرار النمو القوي على الرغم من التحديات الاقتصادية في الأسواق الرئيسية.

ووفقًا للتقرير، فإن الإعلانات الرقمية ستستحوذ على 73% من إجمالي حجم السوق، مع تفوق قطاعي السياحة والعقار في هذا المجال.

نمو غير متوقع رغم الأزمات الاقتصادية

أشار تقرير الوكالة إلى نمو إيرادات الإعلانات العالمية بنسبة 9.5% في عام 2024، متجاوزة متوسط التوقعات السنوية، وجاء هذا الأداء اللافت على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها أسواق كبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، حيث يعاني الاقتصاد من ارتفاع تكاليف الاقتراض والعجز المالي.

وبحسب التقرير، فإن السوق سيستمر في النمو بوتيرة متسارعة بنسبة 7.7% في عام 2025، مع توقعات بزيادة الطلب على الإعلانات الرقمية التي أصبحت الخيار المفضل للمعلنين في جميع أنحاء العالم.

تُظهر البيانات أن الإعلانات الرقمية هي القوة الدافعة الرئيسية وراء هذا النمو، حيث ستشكل 73% من إيرادات سوق الإعلانات في عام 2025، ويعزى ذلك إلى الدور المتنامي لشركات التكنولوجيا العملاقة التي تستحوذ على أكثر من نصف إجمالي الإيرادات.

وتشمل الإعلانات الرقمية عدة قنوات مثل محركات البحث، وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات الفيديو والبث المباشر، والتي تجذب المعلنين بفضل فعاليتها في استهداف الجمهور بدقة وتحقيق عوائد استثمارية مرتفعة.

علاوة على ذلك، فإن الأرقام قد تصل إلى 82% إذا تم احتساب الإيرادات القادمة من منصات البث الرقمي والصحف والمجلات الرقمية.

وتشير التوقعات إلى نمو الإعلانات الرقمية بنسبة 10% سنويًا، مدفوعة بالطلب المتزايد من قطاعات حيوية مثل السياحة والعقار.

في المقابل، تواجه القنوات الإعلانية التقليدية تحديات كبيرة بسبب هيمنة المنصات الرقمية، وأفاد التقرير بانخفاض إيرادات الإعلانات المطبوعة بنسبة 4.5% في عام 2024، مع توقع انخفاض إضافي بنسبة 3% في عام 2025، وتشمل هذه القنوات الصحف، المجلات المطبوعة، والتلفزيون التقليدي.

أما الإعلانات التلفزيونية، فتشهد نموًا طفيفًا بمعدل 2.4% فقط بين عامي 2024 و2029، بينما تظل عائدات الإعلانات الصوتية ثابتة دون تغير كبير، ويرجع هذا التراجع إلى تغير تفضيلات الجمهور نحو الوسائط الرقمية التي توفر تجربة مشاهدة مخصصة وسهلة الوصول.

الولايات المتحدة في الصدارة

تظل الولايات المتحدة أكبر سوق للإعلانات عالميًا، حيث من المتوقع أن تصل إيراداتها إلى 379 مليار دولار في عام 2025، وتأتي هذه الهيمنة بفضل الابتكارات التكنولوجية المتقدمة والبنية التحتية الرقمية القوية، على الرغم من التحديات الاقتصادية المحلية مثل ارتفاع تكاليف الاقتراض.

أظهر التقرير أن قطاعي السياحة والعقار سيكونان من أبرز المستفيدين من هذا التحول نحو الإعلانات الرقمية، فمع عودة النشاط السياحي بقوة بعد جائحة كورونا، تسعى الشركات السياحية إلى تعزيز وجودها الرقمي للوصول إلى عملائها المحتملين.

أما في مجال العقارات، فإن الإعلانات الرقمية تسهم بشكل كبير في تعزيز المبيعات من خلال توفير أدوات تسويق مبتكرة مثل الجولات الافتراضية والإعلانات المستهدفة.

مع استمرار التحول الرقمي، يُتوقع أن تشهد سوق الإعلانات مزيدًا من التطورات التي تعزز الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجيات التسويق.

كما أن الاستثمار في تقنيات الإعلان الرقمي سيصبح أكثر أهمية للشركات التي تسعى للبقاء في المنافسة وتحقيق عوائد استثمارية عالية.

في النهاية، يمثل هذا النمو الكبير في سوق الإعلانات العالمية فرصة غير مسبوقة للشركات لتوسيع نطاق أعمالها والوصول إلى جمهور أوسع، مع تركيز أكبر على تقديم محتوى مبتكر وتجارب إعلانية ملائمة للعصر الرقمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى