-- سلايدر --وجهات سياحية

ميدان الثقافة في جدة التاريخية.. بوابة تربط الماضي بالحاضر وتعزز الهوية الثقافية

تعد منطقة جدة التاريخية واحدة من أقدم وأهم الوجهات الثقافية في المملكة العربية السعودية، حيث تحتضن ملامح من تاريخ طويل ومتجدد.

ومع إطلاق “ميدان الثقافة”، الذي يُعدّ أحد المشاريع البارزة ضمن برنامج جدة التاريخية، تبرز المدينة كملتقى بين الأصالة والحداثة، حيث يمزج هذا المعلم الحضاري الجديد بين التراث المعماري الغني والنسيج الحضري المتطور ليكون حلقة وصل تربط بين الماضي والحاضر، وتقدّم تجربة ثقافية وفنية استثنائية.

مشروع يعكس التزام المملكة بحفظ التراث

تم إطلاق ميدان الثقافة ضمن إطار جهود المملكة لإحياء جدة التاريخية، وتحت إشراف وزارة الثقافة وهيئة التراث، يضم المشروع العديد من المراكز المتخصصة في الفنون والثقافة، والتي توفر تجربة فنية شاملة ومتنوعة للزوار.

من أبرز المرافق التي يحتويها ميدان الثقافة مركز الفنون المسرحية الذي يشمل مسرحًا كبيرًا وقاعات سينما، إلى جانب متحف “تيم لاب بلا حدود” الذي يُعدّ وجهة ثقافية مبتكرة.

يقع ميدان الثقافة في موقع استراتيجي، حيث يطل على منطقة جدة التاريخية وعلى ضفاف بحيرة الأربعين، مما يعزز من جاذبيته الثقافية والسياحية.

تم تصميم المشروع بعناية ليتماشى مع الرؤية المستقبلية للمملكة 2030 في تعزيز السياحة الثقافية وتحقيق التكامل بين الهوية التاريخية والمنشآت الحديثة.

يتكون ميدان الثقافة من مبنيين رئيسيين، بمساحة إجمالية تصل إلى نحو 26 ألف متر مربع، يشمل المركز الفنون المسرحية والسينما مساحة تمتد لـ16 ألف متر مربع، ويضم العديد من المنشآت المتخصصة مثل مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

يحتوي المركز على قاعة مسرح رئيسية بسعة 868 مقعدًا، إضافة إلى خمس قاعات سينما تستوعب 564 مقعدًا، فضلاً عن عدة قاعات أخرى للجلسات الحوارية والأنشطة الثقافية.

من جهة أخرى، يمتد متحف “تيم لاب بلا حدود” على مساحة 10 آلاف متر مربع ويعرض قرابة 80 عملاً فنياً يتداخل فيها الفن مع التكنولوجيا والطبيعة، ويشكل المتحف إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة، حيث يقدم تجربة تفاعلية غنية تعكس التنوع الفني والابتكار في الطرح.

وسط هذا المشهد الثقافي المتنوع، يقف “بيت أمير البحر” كمعلم تاريخي يعكس الثراء الثقافي العميق لجدة، يقع البيت بين مركز الفنون المسرحية ومتحف “تيم لاب بلا حدود”، ويطل على شارع حمزة شحاتة، وهو أحد أبرز معالم جدة التاريخية.

وتم ترميم هذا البيت بعناية ليحافظ على طابعه المعماري التقليدي، حيث يتميز بتصميمه الهندسي الثماني الشكل والنوافذ الكبيرة على شكل أقواس، التي كانت في الماضي تستخدم لإرشاد السفن في البحر.

يُعدّ “بيت أمير البحر” نقطة محورية في ميدان الثقافة، حيث يعكس المزيج الفريد بين التراث القديم والابتكار المعماري الحديث. كما يساهم في إضفاء طابع ثقافي فريد على المنطقة، ويشجع الزوار على الاستمتاع بالتجربة الفنية والتاريخية التي يقدمها المكان.

يبرز ميدان الثقافة كمثال على التصميم الذي يعكس التوازن بين التراث المعماري الغني والنسيج الحضري الحديث. فقد تم دمج التصاميم الحديثة مع طابع جدة التاريخية، ليخلق فضاءً يعبر عن التناغم بين الماضي والمستقبل.

يمتد سطح المبنى المائل ليشكل جزءًا من المسطحات المحيطة به، مما يعزز فكرة الاندماج والانسجام بين الفن المعماري والبيئة المحيطة.

لم يغفل المشروع عن أهمية الحفاظ على الصحة العامة والبيئة، حيث تم استخدام وحدات تكييف عالية الجودة مزودة بتقنية تنقية الهواء بنسبة 100%، لضمان بيئة صحية للزوار.

كما تم تركيب مصاعد تعمل بتقنية عدم اللمس، وتزويد السلالم الكهربائية بتقنية تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية للحد من انتشار الفيروسات.

وتماشيًا مع مبدأ الاستدامة، تم استخدام نظام لإعادة تدوير مياه التكثيف الناتجة عن وحدات التبريد، لتلبية احتياجات الري، مما يعكس التزام المشروع بالحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة.

يُعد ميدان الثقافة اليوم أحد أبرز المعالم الثقافية في جدة، ويُسهم في تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية عالمية، من خلال المرافق المتنوعة التي يقدمها، يعزز المشروع من تجربة الزوار ويشجع على تبادل الحوار الثقافي والفني بين مختلف الأطياف. يعكس ميدان الثقافة التزام المملكة بتعزيز الهوية الثقافية، ويُمثل منصةً لاستعراض الفنون والحرف والموروث الثقافي السعودي والعالمي.

إجمالاً، يُعتبر ميدان الثقافة مشروعًا مبتكرًا يعكس التزام المملكة بالتطوير المستدام في مجال الثقافة والفنون، ويُعدّ إضافة هامة للمشهد الثقافي في جدة، ويُسهم في الحفاظ على التراث السعودي مع فتح آفاق جديدة للمستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى