خادم الحرمين الشريفين يفتتح مشروع قطار الرياض
افتتح خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يوم الأربعاء 25 جمادى الأولى 1446هـ، الموافق 27 نوفمبر 2024م، مشروع قطار الرياض، الذي يُعد أحد المشاريع العملاقة التي تشهدها المملكة العربية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030.
يُعتبر هذا المشروع بمثابة العمود الفقري لـ “شبكة النقل العام بمدينة الرياض”، وهو خطوة كبيرة نحو تحسين البنية التحتية للنقل في العاصمة السعودية، بما يعكس التوجهات الطموحة لتطوير وتحديث مدينة الرياض وجعلها أكثر قابلية للعيش والتنقل.
مواصفات المشروع وأهدافه
يتمتع مشروع قطار الرياض بمواصفات تقنية وتصميمية عالية، حيث يتكون من 6 مسارات للقطار تمتد على طول 176 كيلومترًا وتخدم 85 محطة، بما في ذلك 4 محطات رئيسية.
يعد هذا المشروع أحد أضخم مشاريع النقل العام في العالم، وهو يشمل منظومة متكاملة تواكب احتياجات الرياض المستقبلية في مجال النقل.
ويهدف المشروع إلى توفير وسيلة نقل سريعة وآمنة، تساهم في تحسين حركة التنقل في مدينة الرياض، وتخفف من الازدحام المروري، وتوفر خدمة نقل عامة عالية الجودة للسكان والزوار.
خلال مراسم الافتتاح، تم عرض فيلم تعريفي حول المشروع، الذي يجسد رؤية المملكة في بناء شبكة نقل عام متطورة تسهم في تحسين جودة الحياة في الرياض.
وفي هذه المناسبة، أعرب الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، عن بالغ شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المتواصل ورعايته للمشروع منذ أن كان فكرة حتى تجسد على أرض الواقع.
وأكد ولي العهد أن مشروع النقل العام، والذي يشمل القطار والحافلات، هو ثمرة من ثمار رؤية خادم الحرمين الشريفين، التي انطلقت من حرصه على تطوير مدينة الرياض وتلبية احتياجاتها المستقبلية في مجال النقل.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان: “إن مشروع النقل العام في الرياض يُعد نتاجًا لرؤية خادم الحرمين الشريفين، وبذل جهود عظيمة لتطوير النظام اللوجستي للنقل في المدينة بما يتماشى مع التطور الحضري والسكان المتزايدين.
هذا المشروع هو أحد العوامل الرئيسية في تحسين نوعية الحياة وزيادة كفاءة التنقل داخل المدينة، وهو جزء أساسي من خطة المملكة لتطوير البنية التحتية.”
يمثل مشروع النقل العام بمدينة الرياض جزءًا من خطة شاملة أعدتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في مراحل مبكرة، والتي تم خلالها دراسة الوضع الحالي للمدينة واحتياجاتها المستقبلية من قطاع النقل العام.
هذه الدراسات توصلت إلى ضرورة إنشاء شبكة قطارات وحافلات لتلبية الاحتياجات الحالية والمتزايدة للمدينة، وتأسيس نظام مستدام يتلاءم مع البنية العمرانية للسعودية.
توجت هذه الدراسات بتوصية رئيسية بتأسيس “الخطة الشاملة للنقل العام في مدينة الرياض”، التي تشمل إنشاء شبكة للقطارات والحافلات، والتي كان من المتوقع أن تسهم بشكل كبير في تلبية متطلبات التنقل للمدينة.
في عام 2013، صدر قرار مجلس الوزراء السعودي بالموافقة على تنفيذ مشروع النقل العام بالرياض، ومن ثم انطلقت الهيئة الملكية لمدينة الرياض في عمليات التعاقد مع الشركات العالمية لتنفيذ هذا المشروع الكبير.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع قطار الرياض تم تنفيذه بالتعاون مع ثلاثة ائتلافات تضم أكثر من 19 شركة عالمية كبرى من 13 دولة، ما يعكس قوة الشراكات الدولية التي ساهمت في إنجاز هذا المشروع العملاق.
وكان دعم الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، له الدور الأبرز في إتمام المشروع بنجاح وفق أعلى المعايير العالمية، وتقديم خدمة نوعية من شأنها تحسين جودة الحياة في العاصمة.
يعد مشروع قطار الرياض خطوة محورية نحو تطوير منظومة النقل في العاصمة، حيث سيسهم في الحد من الازدحام المروري ويُحسن بشكل كبير مستوى التنقل في المدينة.
كما أن المشروع يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحسين نوعية الحياة في المدن السعودية من خلال تطوير مشروعات النقل العام والبنية التحتية.
من المتوقع أن يكون قطار الرياض عنصرًا رئيسيًا في تعزيز الاستدامة البيئية وتقليل التلوث، حيث يعتمد على وسائل نقل كهربائية وآمنة، وهو ما سيعزز من بيئة الرياض ويسهم في جعلها مدينة أكثر تنافسية وحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المشروع سيسهم في توفير فرص العمل وتحفيز الاقتصاد المحلي، عبر المشاريع المرتبطة بتشغيله وصيانته.