إقبال متزايد من السياح على وجهات المغامرات

أصبحت مغامرات الهواء الطلق والأنشطة المثيرة الخيار المفضل للسياح في السنوات الأخيرة، حيث يعكس هذا التوجه رغبة قوية لدى المسافرين في الابتعاد عن الوجهات التقليدية المرتبطة بالطقس القاسي.

وفقًا لتقرير حديث من منظمتي السوق العالمية للسفر وأكسفورد للاقتصاد، تم عرضه مؤخرًا في مؤتمر بالعاصمة البريطانية لندن، فإن السياح من الطبقات الاجتماعية الغنية والمتوسطة أصبحوا أكثر انفتاحًا على مغامرات جديدة بحثًا عن الإثارة والتشويق، وهو ما يعكس تحولًا ملحوظًا في سلوكيات السفر.

مغامرات جديدة تستهوي السياح

تزايدت رغبة المسافرين في الانخراط في أنشطة مغامرة مثل القفز بالمظلات، وتسلق الجبال، والتجديف في الأنهار الجبلية، حيث باتت هذه الأنشطة جزءًا أساسيًا من عطلاتهم.

وأكد التقرير أن الأشخاص الذين يمتلكون ميزانيات مالية كبيرة أصبحوا يبحثون عن تجارب مليئة بالإثارة والتشويق، وهو ما يفسر تزايد الحجوزات لرحلات تتضمن تلك الأنشطة المثيرة في أماكن غير تقليدية.

في المقابل، لا يزال هناك قطاع من السياح يفضل الأنشطة منخفضة المخاطر، مثل المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات في الطبيعة، ولكن هذا التوجه الجديد يشير إلى تحول مهم في اهتمامات السياح، حيث أصبح هناك بحث مستمر عن الأنشطة التي تقدم مزيدًا من التحدي والمرح.

الوجهات الجديدة تحتل الصدارة

أشار التقرير إلى أن السياح باتوا يتطلعون إلى وجهات جديدة وغير تقليدية لاستكشافها، مما يعزز السياحة في دول مثل صربيا وأرمينيا، التي كانت في السابق غير معروفة كوجهات سياحية رئيسية.

وتقول جولييت لوزاردو، من منظمة السوق العالمية للسفر، إن هناك توجهًا ملحوظًا للسفر إلى هذه الوجهات التي توفر تجارب مشوقة وأصيلة، بعيدًا عن الوجهات السياحية التقليدية.

وأضافت لوزاردو أن “المسافرين يرغبون في خوض تجارب تقليدية مثيرة، بما يتماشى مع الاتجاه العام للسفر الذي يلاحظه الجميع نحو الوجهات الجديدة”.

رحلات العمل والاستجمام

جانب آخر من هذا التحول في سلوك السياح هو ارتفاع الطلب على “رحلات العمل والاستجمام”، التي تجمع بين العمل وأوقات الراحة في مكان واحد، هذا النمط من السفر شهد زيادة ملحوظة، خاصة مع عودة السفر للأعمال إلى مستويات ما قبل جائحة “كوفيد-19”.

وفقًا لوحدة اقتصادات السياحة التابعة لمنظمة أكسفورد للاقتصاد، فإن مسافري الأعمال اليوم يميلون إلى تمديد إقاماتهم في الأماكن التي يزورونها، لدمج العمل مع الترفيه، وتُظهر هذه التوجهات تزايد الاهتمام بالسفر المرن، الذي يتيح للأفراد التمتع بتجارب سياحية مميزة أثناء العمل عن بُعد.

التغيرات في تفضيلات السياح

هذا التوجه الجديد في صناعة السياحة يتماشى مع الاتجاهات العالمية التي تشير إلى رغبة السياح في البحث عن تجارب فريدة ومثيرة، بعيدًا عن الوجهات التقليدية التي قد ترتبط بمناخات قاسية أو أنشطة روتينية.

زيادة الطلب على الأنشطة الرياضية والمغامرات في الهواء الطلق يدل على رغبة قوية في الهروب من الروتين اليومي والبحث عن التجديد في البيئات الطبيعية الخلابة.

وقد أكدت التقارير أن هذا التوجه لم يعد مقتصرًا على السياح الذين يمتلكون ميزانيات ضخمة فحسب، بل يشمل أيضًا شريحة كبيرة من السياح الذين ينتمون إلى الطبقات الوسطى، الذين أصبح لديهم اهتمام متزايد بتجارب السفر التي تتيح لهم اكتساب مهارات جديدة واستكشاف العالم بطرق مبتكرة.

مستقبل السياحة المغامرة

مع استمرار هذه الاتجاهات، يُتوقع أن يستمر الطلب على الوجهات المغامراتية في الزيادة، مما يشجع الدول والمناطق المختلفة على تطوير بنيتها التحتية وتقديم تجارب سياحية جديدة وجذابة.

كما ستلعب التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي والرقمي دورًا كبيرًا في إثراء هذه التجارب، مما يتيح للسياح خوض مغامراتهم المفضلة مع المزيد من التفاعل والإثارة.

في الختام، يشير هذا التحول الكبير في سلوكيات السياح إلى تغييرات جذرية في صناعة السياحة، حيث أصبحت المغامرة والإثارة عناصر أساسية في تجربة السفر الحديثة.