جزيرة قرقنة تحتضن قافلة “طريق الطهو” في نسختها الثانية لدعم السياحة المستدامة
تحتضن جزيرة قرقنة التونسية، ابتداءً من 29 نوفمبر الجاري حتى 1 ديسمبر المقبل، فعاليات “قافلة طريق الطهو تونس”، التي تقام بالتزامن مع الدورة الثانية لمهرجان “طريق طهو الأخطبوط” التي تنظمه جمعية “تواصل الأجيال” بصفاقس.
التظاهرة تشهد مشاركة عدد من الجمعيات من مناطق مختلفة، مثل بني خداش وجربة وتوزر وصفاقس، كما ستتعاون مع شبكة جمعيات “طريق الطهو تونس”، وذلك بهدف تسليط الضوء على التراث المادي واللامادي للجزيرة والمساهمة في تعزيز السياحة المستدامة.
مهرجان طريق الطهو: منصة لإحياء التراث
تُعد هذه الفعالية جزءاً من مشروع “تعزيز السياحة المستدامة في تونس” الممول من وكالة التعاون الألماني “جي إي زاد” ومن الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى دعم السياحة البديلة والمستدامة.
رئيسة جمعية تواصل الأجيال، سنا تقتق كسكاس، أكدت أن هذه القافلة تندرج ضمن مساعٍ لترسيخ مفاهيم السياحة المستدامة، موضحة أن الهدف من طرق الطهو هو تسليط الضوء على المأكولات التقليدية التي تميز مختلف المناطق التونسية، وخاصة جزيرة قرقنة.
وأضافت كسكاس أن قافلة “طريق الطهو تونس” لا تقتصر على مشاركة جمعيات من قرقنة، بل تشمل أيضاً مناطق أخرى مثل بني خداش وجربة وتوزر، ما يعكس التفاعل بين مختلف الأطراف التنموية في البلاد.
ويعتبر الأخطبوط، الذي يُعدّ من أبرز المنتجات البحرية في الجزيرة، محورًا رئيسيًا في الفعاليات حيث يسهم في دعم السياحة المحلية وتعزيز مكانة قرقنة كوجهة سياحية مميزة.
تعاون متعدد بين الجمعيات والمجتمع المدني
الفعاليات التي تنظمها “تواصل الأجيال” ستجمع العديد من الجهات الفاعلة في مجالات السياحة والثقافة والفلاحة، إضافة إلى البحارة والحرفيين والنشطاء من المجتمع المدني.
وقال مندوب وزارة السياحة بصفاقس، فتحي زريدة، في تصريح له إن “الهدف من تنظيم هذه الفعاليات هو إثراء وتنويع العرض السياحي في تونس، والاهتمام بمتطلبات السائح المحلي والدولي الذي أصبح يميل أكثر نحو السياحة البديلة التي تحترم البيئة والتراث الثقافي المحلي”.
وتسعى التظاهرة أيضاً إلى إبراز مكونات جزيرة قرقنة الطبيعية والإيكولوجية الفريدة، من خلال مسارات سياحية تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة، وحماية البيئة.
كما سيكون لهذه الفعاليات دور في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال التركيز على المنتجات الغذائية المحلية، لا سيما الأسماك والأخطبوط، التي تعتبر سمة مميزة للجزيرة.
أنشطة ثقافية وبيئية تواكب الحدث
من أبرز أنشطة المهرجان التي سيتضمنها “طريق الطهو” محاضرات وورش عمل تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث المادي واللامادي، إضافة إلى تناول تأثيرات التغيرات المناخية على الموارد الطبيعية.
كما سيشهد المهرجان ورشات غراسة في إطار برنامج “الحزام الأخضر”، الذي يهدف إلى التوعية حول أهمية التشجير في مواجهة التغيرات البيئية.
وفي ختام فعاليات هذه القافلة، سيُتاح للحضور فرصة تجربة المأكولات التقليدية للجزيرة، ومشاركة في الأنشطة الثقافية التي تسلط الضوء على الموروث الشعبي، مما يسهم في تعزيز الوعي البيئي والثقافي لدى المجتمع المحلي والزوار على حد سواء.
يُعد مهرجان “طريق الطهو” في جزيرة قرقنة منصة هامة لدعم السياحة المستدامة وتعريف العالم بأهمية التراث التونسي الفريد، خاصة في ظل الظروف البيئية الحالية التي تشهد تغيرات كبيرة.