رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي “صباح علال”: السياحة الطهوية بوابة جديدة لاستكشاف ثقافة العالم العربي
أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن “السياحة الطهوية” تمثل فرصة فريدة لاستعراض التنوع الثقافي الغني للدول العربية عبر مطابخها التقليدية.
وأوضح علال أن هذه التجربة لا تقتصر فقط على تذوق الطعام، بل تتجاوز ذلك لتكون رحلة استكشافية إلى عمق التراث، التقاليد، والعادات المرتبطة بالمائدة العربية.
وأشار إلى أن المأكولات العربية تعدّ مرآةً تعكس التاريخ والجغرافيا والتقاليد المحلية، حيث تختلف المكونات وطريقة التحضير من بلد لآخر، بل وأحياناً من منطقة لأخرى داخل نفس الدولة، فعلى سبيل المثال، تحمل الأطباق اللبنانية مثل التبولة والكبة طابعاً متوسطياً، بينما تمتاز المأكولات المغربية باستخدام التوابل المميزة مثل الزعفران والكمون.
وفي تصريحاته، شدد الدكتور علال على أهمية دمج فن الطهو كجزء لا يتجزأ من التجربة السياحية. وذكر أن الرحلات السياحية التي تركز على المطبخ المحلي تُثري تجربة الزائر، حيث تمكنه من التعرف على تاريخ الطعام وأساليبه التقليدية، ما يعزز ارتباطه بالمكان.
واقترح أن تتبنى الدول العربية استراتيجيات لتسويق مأكولاتها التقليدية كمنتج سياحي، من خلال إقامة مهرجانات الطهو وعروض الطهي المباشر، فضلاً عن إشراك الطهاة المحليين في تقديم ورش عمل للزوار.
وأوضح علال أن هناك نماذج ناجحة في العالم العربي تبرز كيف يمكن للطهو أن يلعب دوراً رئيسياً في تنشيط السياحة. على سبيل المثال، يُعد “مهرجان المأكولات العمانية” في سلطنة عمان منصة لتعريف الزوار بالمأكولات التقليدية مثل الشوا والقشطة العمانية، كما أن الطهاة العرب، مثل الشيف منى موصلي من السعودية والشيف أنس طبش من لبنان، أسهموا في وضع المطبخ العربي على خارطة السياحة العالمية من خلال برامجهم وتواجدهم في الفعاليات الدولية.
على الرغم من هذه النجاحات، أشار الدكتور علال إلى وجود تحديات تحتاج إلى معالجة، مثل نقص التوثيق الكافي لوصفات الطهو التقليدية، وضرورة تحسين تسويق المأكولات العربية في الأسواق العالمية، ودعا إلى دعم المؤسسات السياحية والتعاون مع الإعلام لتسليط الضوء على هذا الجانب المهم من الهوية الثقافية.
واختتم الدكتور علال تصريحه بالقول: “السياحة الطهوية ليست مجرد تناول الطعام؛ إنها فرصة للتواصل الثقافي والتاريخي بين الشعوب. علينا أن نستثمر في هذا المجال لنعكس صورة إيجابية للعالم العربي، ونُظهر أن تراثنا يزخر بما هو أكثر من الآثار والتقاليد – إنه طعم الحياة بكل نكهاتها”.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس في عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بإنتخاب مجلس إدارته كل عامين، وفقاً للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحافي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
ويسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع.