محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعًا جديدًا من الخفافيش
في إنجاز علمي مميز، أعلنت محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية عن اكتشاف نوع جديد من الخفافيش يُعرف باسم “Vansonia rueppellii”، والذي يُسمى أيضًا “خفاش روبيل”.
وتعد هذه الإضافة خطوة هامة في توثيق التنوع الحيوي في المملكة، خصوصًا في ضوء الدور المهم الذي تلعبه الخفافيش في التلقيح ومكافحة الحشرات.
كشف علمي يعزز التنوع البيئي للمحمية
تم تسجيل هذا الاكتشاف لأول مرة في المملكة في أكتوبر 2023 داخل محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، وذلك بالتعاون مع المنارة للتطوير في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست).
وتم نشر الاكتشاف في الدورية العلمية Zoology in the Middle East في نوفمبر 2024، حيث أشار العلماء إلى أن هذا النوع من الخفافيش كان قد تم رصده في مناطق أخرى مثل مصر والسودان واليمن والعراق، لكنه لم يُسجل سابقًا في المملكة.
وأوضح أندرو زالوميس، الرئيس التنفيذي للمحمية، أن اكتشاف هذا النوع الجديد من الخفافيش يمثل إضافة كبيرة للتنوع البيولوجي الغني في المحمية، حيث أصبح العدد الإجمالي لأنواع الخفافيش في المحمية 18 نوعًا من أصل 32 نوعًا مسجلة في المملكة، أي بنسبة 56% من الأنواع المحلية.
وأكد زالوميس أن صحة وتنوع الخفافيش في المحمية يعتبران مؤشرًا صحيًا يعكس نجاح جهود استعادة الأنظمة البيئية فيها.
دور الخفافيش في البيئة وصحة الأنظمة البيئية
تعتبر الخفافيش جزءًا أساسيًا من النظام البيئي، حيث تستهلك ما يصل إلى 40% من وزنها اليومي من الحشرات، بما في ذلك الحشرات الضارة مثل البعوض. وهذا يساهم بشكل كبير في مكافحة الآفات ومنع انتشار الأمراض. كما تساهم الخفافيش التي تتغذى على الفواكه في تلقيح النباتات ونثر البذور، ما يعزز التنوع النباتي ويسهم في استعادة الحياة الفطرية في المملكة.
وأشار ديفيد ويلز، المدير الأول المساعد للبيئة في المنارة للتطوير، إلى أن هذا الاكتشاف يبرز أهمية التعاون المتعدد التخصصات في تحقيق أهداف الحفظ التي تتبناها المحمية، والتي تتماشى مع مبادرة السعودية الخضراء ورؤية المملكة 2030.
وأضاف أن العمل الميداني الذي أسفر عن هذا الاكتشاف قد أسهم في زيادة المعرفة بتنوع الخفافيش في المملكة، موضحًا الفائدة العلمية الكبيرة لمثل هذه الدراسات الاستقصائية.
المحمية: واحدة من أغنى المناطق بالتنوع البيئي
تمتد محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية على 24,500 كيلومتر مربع، وتجمع بين السهول البركانية والبيئة البحرية على البحر الأحمر، كما تربط بين نيوم ومشروع البحر الأحمر والعلا. تعد المحمية من أكبر المحميات الملكية في المملكة، حيث تضم 15 نظامًا بيئيًا متنوعًا، وتغطي 1% من المساحة البرية و1.8% من البيئة البحرية للمملكة، لكنها تحتضن أكثر من 50% من الأنواع الفطرية الموجودة في المملكة.
تُعد المحمية واحدة من أبرز المبادرات في إعادة تأهيل البيئة الطبيعية والثقافية في المملكة، بما في ذلك مشاريع إعادة توطين الأنواع المنقرضة تاريخيًا مثل النمر العربي والفهد والمها العربي والنسور، كما تحتضن المحمية مشاريع ضخمة تساهم في تطوير الاقتصاد الوطني، مثل مشروع وادي الديسة ومشروع أمالا.
دور المحمية في رؤية المملكة 2030
تسهم محمية الأمير محمد بن سلمان بشكل كبير في المبادرات البيئية التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على التنوع البيئي في المنطقة.
من خلال هذه الاكتشافات والدراسات، تساهم المحمية في تعزيز المعرفة العلمية وتحقيق الأهداف البيئية الوطنية والدولية.
إن اكتشاف خفاش روبيل ليس مجرد إضافة جديدة للتنوع الحيوي في المملكة، بل يعكس أيضًا جهود المملكة المستمرة في الحفاظ على البيئة واستعادتها، لتظل محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية واحدة من أغنى وأهم المناطق البيئية في الشرق الأوسط.