“قلاع أبو نقطة” في عسير تضاف إلى قائمة أفضل القرى السياحية لعام 2024
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للسياحة مؤخرًا عن إدراج “قلاع أبو نقطة” في بلدة طبب التاريخية بمنطقة عسير في قائمة “أفضل القرى السياحية لعام 2024”.
جاء هذا الإعلان خلال حفل أقيم في مدينة قرطاجنة الكولومبية، بحضور وزير السياحة السعودي أحمد بن عقيل الخطيب، الذي أكد أن هذا الإنجاز يعكس المكانة التاريخية والثقافية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية على مستوى العالم.
تاريخ عريق وإرث حضاري يعزز من مكانة “قلاع أبو نقطة”
في تصريح له، أشار وزير السياحة السعودي إلى أن انضمام “قلاع أبو نقطة” إلى هذه القائمة المرموقة يمثل شهادة جديدة على تنوع المعالم التاريخية والطبيعية في المملكة، مشددًا على أن هذا التقدير الدولي يعد نتيجة مباشرة لما تمتلكه القلاع من إرث حضاري طويل يمتد لمئات السنين.
وأكد الخطيب أن هذا الإنجاز يساهم في تعزيز رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية والطبيعية وتطويرها كوجهة سياحية عالمية.
وأضاف الوزير أن وزارة السياحة قد بذلت جهودًا كبيرة لدعم ملف الترشح لهذه الجائزة، حيث عملت بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية في إطار جهودها المستمرة لإبراز التراث الريفي السعودي على الساحة الدولية.
قلاع أبو نقطة: معالم تاريخية وتطور سياحي مستدام
تعد “قلاع أبو نقطة” واحدة من أبرز المعالم التاريخية في بلدة طبب، التي تقع في منطقة عسير وتبعد نحو 25 كيلومترًا شمال غرب مدينة أبها. تتألف هذه القلاع من ستة حصون وقصور رائعة تم بناؤها باستخدام حجارة الجبال الصخرية المحلية.
تصميمات القلاع المعمارية تُظهر التراث العسيري الأصيل، مع نوافذ وحواف مزينة بحجر المرو الأبيض، مما يعكس جمال وعراقة المكان. إضافة إلى ذلك، تتمتع القلاع بإطلالات خلابة على وادي طبب الخصيب، ما يضفي عليها طابعًا طبيعيًا مميزًا يجعلها وجهة سياحية رائعة.
بلدة طبب: إرث ثقافي وطبيعي في قلب عسير
بلدة طبب التاريخية، التي تشتهر بموقعها الجغرافي المميز على ارتفاع 2400 متر فوق سطح البحر، تعتبر واحدة من أهم وجهات السياحة الثقافية في المملكة.
تتميز المنطقة بوجود أكثر من 150 قرية تنتشر عبر أوديتها الشهيرة مثل وادي طبب والمغوث وضبوعي، وتشتهر المنطقة بخصوبتها وزراعة المحاصيل الموسمية المتنوعة، مما يزيد من أهميتها كوجهة سياحية زراعية أيضًا.
بالإضافة إلى القلاع والقصور، تضم البلدة العديد من المعالم الثقافية والتاريخية التي تعكس عراقة المنطقة، مثل المساجد القديمة والحصون المنتشرة في قرى أخرى مثل “الحضن” و”زينة” و”الغال”. ولا تزال هذه المعالم التاريخية تشكل مصدر جذب سياحي هام للزوار المحليين والدوليين.
التنمية المستدامة والسياحة البيئية
لقد تمكنت “قلاع أبو نقطة” وبلدة طبب من تحقيق معايير الابتكار والاستدامة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، مما جعلها نموذجًا يحتذى به في مجال السياحة المستدامة.
وقد ساعدت هذه الجهود في تأكيد قدرة المنطقة على الحفاظ على قيمها الثقافية والتاريخية في الوقت الذي تنمي فيه قطاع السياحة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، تهدف المبادرة العالمية التي تهتم بتصنيف “أفضل القرى السياحية” إلى تسليط الضوء على المقاصد الريفية التي تعتمد السياحة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة وتوفير مصادر دخل مبتكرة.
وتعد “قلاع أبو نقطة” مثالًا حيويًا على كيفية التوفيق بين الحفاظ على التراث الثقافي وتطوير السياحة البيئية المستدامة.