رغبة السعوديين في السفر.. بين الراحة والمغامرة واستكشاف وجهات جديدة
يظهر اهتمام متزايد لدى المسافرين السعوديين بالسفر واستكشاف وجهات سياحية غير مألوفة سواء داخل المملكة أو خارجها، وذلك وفقًا لتقرير “هيلتون” حول اتجاهات السفر العالمية لعام 2025.
يُسلط التقرير الضوء على الرغبة المتنامية لدى السعوديين للبحث عن تجارب استجمامية ومغامرات جديدة، ويشير إلى أن ما يقارب نصف المسافرين السعوديين يخططون للقيام برحلات سياحية بهدف الترفيه خلال العام المقبل، مما يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في شغفهم بالسفر والاكتشاف.
يشير التقرير إلى أن الراحة والاستجمام لاستعادة النشاط هما من أبرز دوافع السفر لدى السعوديين، ففي حين أن العديد من المسافرين يسعون لتحقيق التوازن بين الاستمتاع والترفيه، فإن 42% من السعوديين يختارون السفر لاستعادة طاقتهم وتجديد نشاطهم من خلال الراحة.
هذه الرغبة قد تكون نتيجة لمتطلبات الحياة اليومية وضغوط العمل، حيث يسعى الكثيرون للاستفادة من الإجازات بعيداً عن الروتين اليومي لقضاء وقت مميز ومريح.
كما يظهر التقرير أن قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة يأتي كثاني أهم دافع للسفر، حيث أشار 38% من المسافرين السعوديين إلى أن رغبتهم في قضاء وقت ممتع ومميز مع أحبائهم هي أحد الأسباب الرئيسية التي تدفعهم للسفر.
يبرز هذا الاتجاه أهميته خاصةً في ثقافة المجتمع السعودي، الذي يعير العلاقات الاجتماعية والأسرة اهتمامًا كبيرًا، مما يدفع البعض لاختيار وجهات سياحية تسمح بقضاء أوقات ممتعة وذات قيمة مع الأصدقاء والأهل.
وفقًا للتقرير، لا تقتصر دوافع السفر لدى السعوديين على الراحة وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة فحسب، بل تشمل أيضًا الرغبة في التعرف على ثقافات جديدة واستكشاف العالم.
ويُعد استكشاف الثقافات المحلية وتجربة أجواء مميزة عامل جذب قوي، حيث أن 28% من المسافرين السعوديين يرغبون في خوض تجارب ثقافية متنوعة تتيح لهم التواصل مع عادات وتقاليد مختلفة وتوسيع آفاقهم.
ومن ضمن الأسباب البارزة الأخرى التي تدفع السعوديين للسفر، تحسين الصحة النفسية واكتشاف الذات، حيث يعتقد 26% من المسافرين أن السفر يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لتحقيق الاسترخاء النفسي واكتشاف الذات.
وباتت هذه الدوافع تشكل جانباً مهماً من توجهات السفر في المملكة، خاصةً مع تزايد الوعي حول أهمية العناية بالصحة النفسية وتأثير السفر على تحسين الحالة النفسية وتقليل مستويات التوتر.
يُظهر التقرير أن السعوديين يميلون للاستفادة من إقامتهم في الفنادق بشكل كامل، إذ كشف 71% من المسافرين أنهم أمضوا يوماً كاملاً في غرفهم الفندقية خلال إحدى رحلاتهم، ويرجع ذلك إلى أن العديد من الفنادق توفر بيئة مريحة مع مرافق متكاملة تشجع على الاسترخاء والاستجمام داخل الفندق نفسه، ما يعكس تفضيلهم للأماكن التي تتيح لهم قضاء وقت مريح والاستمتاع بتجارب ترفيهية متنوعة داخل الإقامة نفسها.
بالإضافة إلى ذلك، يرغب السعوديون في اكتشاف وجهات جديدة وتجديد ذكرياتهم، حيث صرّح 19% منهم بأنهم يسافرون إلى أماكن قاموا بزيارتها سابقاً للاستمتاع باسترجاع ذكرياتهم هناك.
هذه الظاهرة تشير إلى تمسك البعض بأماكن ذات قيمة عاطفية لهم، وقد يكون هذا الاختيار مدفوعاً بالحنين للأماكن التي تحمل ذكريات جميلة أو تجارب سابقة مميزة.
ومع زيادة اهتمام السعوديين بالسفر، من المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية نمواً في عدد المسافرين إلى الخارج، بالإضافة إلى تعزيز القطاع السياحي المحلي لجذب المزيد من السياح الداخليين.
ويتطلع السعوديون إلى استكشاف وجهات سياحية متنوعة في مناطق بعيدة وذات طابع فريد مثل القارة الأوروبية، وشرق آسيا، وجنوب إفريقيا. وتسعى المملكة إلى تطوير المزيد من الوجهات السياحية المحلية التي تتماشى مع تفضيلات السياح السعوديين، وتوفير برامج ترفيهية تناسب حاجتهم للاستجمام والراحة.
تقرير “هيلتون” يعكس بشكل واضح تنوع التوجهات والرغبات لدى المسافرين السعوديين الذين يسعون للاستفادة من السفر كوسيلة لتجديد طاقتهم، وإثراء تجربتهم الحياتية، واكتشاف العالم من حولهم.
ومع تحسن البنية التحتية للقطاع السياحي وتوافر عروض وخيارات سفر متنوعة، يتوقع أن تستمر رغبة السعوديين في استكشاف المزيد من الوجهات، مما يعزز من الحركة السياحية العالمية ويدعم التوسع في قطاع السياحة الدولي.
هذا التوجه يعكس تغيرًا في نمط السفر لدى السعوديين، حيث باتوا يعتبرون السفر جزءًا لا يتجزأ من تحسين جودة حياتهم ووسيلة للانغماس في تجارب جديدة ومشوقة، سواء داخل المملكة أو في الخارج، في سبيل تحقيق متعة الاستكشاف وتجديد النشاط النفسي والجسدي.