“حرة لونير” في شرق أملج.. وجهة سياحية مثالية لعشاق المغامرة واستكشاف الطبيعة البركانية

تعتبر منطقة تبوك واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، بفضل تنوعها الجغرافي الذي يجعلها محط أنظار الباحثين عن تجارب سياحية فريدة، والمغامرين الذين يسعون لاستكشاف الطبيعة في أقصى تجلياتها.

من بين أبرز المواقع الجغرافية في المنطقة، تبرز “حرة لونير”، أو كما يعرفها السكان المحليون بـ”حرة الشاقة”، وهي واحدة من أهم الحرات البركانية في المملكة.

تقع هذه الحرة في شرق محافظة أملج، وتعد من الأماكن التي لا يمكن تفويتها لمحبي السياحة البيئية والمغامرة.

طبيعة جغرافية ساحرة

تتميز حرة لونير بتنوع جغرافي فريد، فهي تضم تلالًا ومخاريط بركانية ضخمة، جعلتها متحفًا طبيعيًا مفتوحًا يقدم للزوار فرصة استكشاف التكوينات البركانية التي يعود تاريخها إلى بداية الزمن الجيولوجي الثالث حتى العصر الحديث.

تغطي الحمم البركانية نحو 70% من المساحة الكلية لهذه المنطقة، في حين تشكل السباخ نحو 5% من المساحة الواقعة على الخط الساحلي للبحر الأحمر.

وتعتبر التكوينات البركانية مثل جبل “أبو محزم”، وجبل “أبو نار”، وجبل “الراكبة” من أبرز المعالم التي تمنح المنطقة جمالًا طبيعيًا نادرًا وتضفي عليها طابعًا فريدًا.

حرة لونير: وجهة سياحية لعشاق المغامرة

تعد حرة لونير من الوجهات التي تستهوي عشاق المغامرات والتجارب السياحية المختلفة. مع تكويناتها البركانية المدهشة، توفر المنطقة للزوار فرصة القيام بجولات سياحية لاستكشاف الطبيعة الوعرة والمخاطر التي تحملها هذه التكوينات البركانية، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للمغامرين الذين يبحثون عن تحديات جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم حرة لونير فرصًا ممتازة للباحثين في مجالات الجيولوجيا والبيئة لدراسة التكوينات البركانية القديمة والظواهر الجيولوجية المدهشة التي تختزنها المنطقة.

ولا شك أن المشاهد التي تسجلها عدسات الكاميرات للمخاريط البركانية التي لا تزال محتفظة بشكلها الأصلي منذ آلاف السنين تضيف إلى سحر المكان وتزيد من قيمته كوجهة سياحية.

دور الهيئة السعودية للمساحة الجيولوجية في استكشاف حرة لونير

تولي هيئة المساحة الجيولوجية السعودية اهتمامًا كبيرًا بمنطقة حرة لونير وغيرها من المواقع الجغرافية الهامة في المملكة.

وقد أوضح المتحدث الرسمي للهيئة، طارق بن علي أبا الخيل، أن الهيئة تستخدم تقنيات متطورة في نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد لدراسة الظواهر الطبيعية في هذه المناطق.

كما تسهم هذه التقنيات في تقديم خدمات فنية متخصصة في إنتاج الخرائط الجيولوجية، التي تساعد على تحسين إدارة المعرفة الجغرافية والحد من المخاطر الطبيعية من خلال تحليل البيانات المكانية.

حرة لونير: مزيج من الطبيعة والبحث العلمي

بفضل موقعها الفريد وتاريخها الجيولوجي العريق، تظل حرة لونير وجهة سياحية غير تقليدية توفر للزوار تجربة استكشاف حية لمكونات الأرض. المنطقة ليست فقط مكانًا لجذب السياح والمغامرين، بل تعد أيضًا نقطة جذب للمختصين في مجال الجيولوجيا والبيئة الذين يمكنهم الاستفادة من البيانات الجغرافية المستخلصة من المنطقة لفهم أفضل للظواهر الطبيعية في المملكة.

وفي الختام، تعد حرة لونير واحدة من أجمل المعالم الجغرافية في المملكة، وتستحق أن تكون في صدارة الوجهات السياحية لكل من يبحث عن مغامرة جديدة وتجربة غير مسبوقة.