افتتاح معرض تاريخي لمقتنيات مقبرة حاكم الصعيد “وني” بمتحف سوهاج القومي
في خطوة مهمة تعكس الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الحضاري المصري، افتتح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف المصرية، والدكتورة جانيت ريتشارد، مدير مشروع الجبانة الوسطى بأبيدوس، معرض مقتنيات مقبرة حاكم الصعيد “وني” من عصر الأسرة السادسة، في متحف سوهاج القومي.
يأتي هذا الافتتاح تزامنًا مع الانتهاء من مشروع تطوير المكتبة العلمية للمتحف، ما يعزز من مكانته كمؤسسة ثقافية تعنى بتراث مصر الأثري.
أهمية المتاحف في تعزيز الثقافة
وفي سياق الافتتاح، ثمن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، دور المتاحف في تنمية المجتمع وبنائه الثقافي، مشيرًا إلى أهمية الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تقيمها، والتي تسهم في رفع مستويات التعليم والثقافة بين جميع أفراد المجتمع.
وفي تصريح له، أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد أن افتتاح هذا المعرض والمكتبة يأتي في إطار دور المجلس الأعلى للآثار كمؤسسة علمية تسعى للحفاظ على التراث الحضاري المصري وتعزيز الفهم العام حوله، حيث تعتبر المتاحف من المؤسسات الثقافية التي تساهم في رفع الوعي المعرفي والثقافي لدى المجتمع، من خلال تنظيم المعارض المؤقتة وتطوير المكتبات العلمية.
وأضاف خالد أن المجلس الأعلى للآثار يدرس حاليًا إمكانية إنشاء مكتبة بكل متحف، تهدف إلى إثرائها بالكتب العلمية عبر تفعيل التعاون مع الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية المحلية والدولية.
وأشاد بالتعاون المثمر بين المجلس ومتحف سوهاج القومي ومشروع جامعة ميتشجان ومركز البحوث الأمريكي لإعادة بناء مقبرة “وني” وإقامة المعرض وتطوير المكتبة.
وأكد الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، أن هذا المعرض يمثل المرة الأولى التي تُعرض فيها مقتنيات مقبرة حاكم الصعيد “وني” بالكامل منذ اكتشافها في عام 1858، حيث كانت هذه القطع تُعرض في عدة متاحف، بما في ذلك المتحف المصري بالتحرير.
ويضم المعرض جميع القطع الأثرية التي تم إعادة بناء نموذج لها داخل المتحف، بالإضافة إلى رسم تخيلي لنقش السيرة الذاتية للـ”وني”.
تشمل المقتنيات أعمدة الأركان الحجرية المنقوشة، وصورة بانورامية لبناء الطوب اللبن الضخم الخاص بالمقبرة، وعدد من المسلات الحجرية الصغيرة المنقوشة باسم وني، بالإضافة إلى الأبواب الوهمية للمقبرة ومجموعة من كتل المقصورة المزينة بنصوص هيروغليفية ومناظر جنائزية.
كما يعرض المعرض تمثالًا صغيرًا من الحجر الجيري يمثل صاحب المقبرة، وأجزاء من نماذج خشبية، وأدوات من الفخار، ومواد تحنيط.
ويحتوي المعرض أيضًا على حوالي 50 لوحة تعليمية مزودة بالصور والخرائط والرسوم التوضيحية، لتعريف الزائرين بالمعلومات الأثرية والتاريخية حول الحاكم “وني” ومقبرته.
وأوضحت إسراء عبد الجواد، مسؤولة شئون المكتبات، أن المكتبة العلمية لمتحف سوهاج القومي تضم حوالي 2000 كتاب متخصص في مجالات الآثار المصرية والإسلامية والقبطية واليونانية الرومانية.
كما تحتوي المكتبة على مصادر ومراجع قديمة، بما في ذلك كتب ذات قيمة تاريخية مثل كتاب جامع السلطان حسن للجنة حفظ الآثار العربية من عام 1903، وكتاب قصر الحمراء للمؤلف Owen Jones من عام 1837.
وتم إنشاء قاعدة بيانات للمكتبة لتسهيل الوصول إلى الكتب والمراجع، مما يعزز من قدرة الباحثين والدارسين على الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها.