الأمم المتحدة: انتعاش السياحة العالمية يقترب من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2024
نشرت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تقريرًا جديدًا يكشف عن استمرار تعافي السياحة العالمية، حيث حقق عدد الوافدين الدوليين نموًا ملموسًا ليقترب من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.
ووفقاً للتقديرات، بلغ عدد السياح الدوليين نحو 790 مليون سائح في الفترة الممتدة من يناير حتى يوليو 2024، ما يمثل زيادة بنسبة 11% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، رغم أن العدد ما زال أقل بنسبة 4% من عام 2019.
انتعاش السياحة في الشرق الأوسط وإفريقيا
تميزت منطقة الشرق الأوسط بأقوى معدلات النمو، إذ سجلت زيادة كبيرة في أعداد الوافدين بنسبة 26% مقارنة بمستويات عام 2019، مما يؤكد عودة السياحة إلى هذه المنطقة بشكل لافت.
وفي إفريقيا، استمرت حركة السياحة بالارتفاع حيث زاد عدد السياح بنسبة 7% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019، مما يشير إلى نجاح جهود تحسين البنية التحتية السياحية وتسهيلات الحصول على التأشيرات.
التعافي في أوروبا والأمريكتين وآسيا
سجلت أوروبا والأمريكتان نسب تعافٍ كبيرة، حيث بلغت نسبة أعداد الوافدين في أوروبا 96% من مستويات ما قبل الجائحة، فيما وصلت النسبة في الأمريكتين إلى 97% خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024.
وعلى الرغم من التحسن الملحوظ، ما زالت منطقة آسيا والمحيط الهادئ متخلفة قليلاً، إذ وصلت إلى 82% فقط من مستويات عام 2019، إلا أن هذا النمو يعكس التحسن المستمر في الطلب، وتعزيز الاتصال الجوي، وتسهيلات التأشيرات، وهو ما أدى إلى زيادة أعداد السياح تدريجيًا في المنطقة.
بحسب التقرير، أظهرت بعض المناطق الفرعية أداءً سياحيًا استثنائيًا، حيث سجلت منطقة شمال إفريقيا زيادة ملحوظة بنسبة 21% في عدد الوافدين مقارنة بما قبل الجائحة.
أما أمريكا الوسطى، فقد شهدت نمواً بنسبة 19%، في حين ارتفع عدد السياح في منطقة البحر الكاريبي وجنوب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بنسبة 9%، مما يعكس تحولاً إيجابيًا في التوجهات السياحية وزيادة في الرغبة في استكشاف الوجهات السياحية التي تجمع بين الطبيعة والتاريخ.
العائدات المالية وانتعاش الناتج المحلي للسياحة
تشير بيانات عام 2023 المعدلة إلى أن عائدات التصدير من السياحة الدولية بلغت 1.8 تريليون دولار أمريكي، بما في ذلك الإيرادات ونقل الركاب، وهو ما يقارب مستويات ما قبل الجائحة.
كما استعاد الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة عافيته في عام 2023، محققًا حوالي 3.4 تريليون دولار، وهو ما يمثل 3% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
ويعكس هذا الانتعاش استمرار الطلب على السياحة الدولية، إلى جانب تحسن ظروف السفر وتزايد الرغبة في الاستكشاف السياحي العالمي.
أظهر مؤشر الثقة الخاص بمنظمة السياحة العالمية توقعات إيجابية للفترة الأخيرة من العام، حيث بلغ 120 نقطة للفترة من سبتمبر إلى ديسمبر 2024، وعلى الرغم من هذا التفاؤل، إلا أن المؤشر شهد انخفاضًا مقارنة بالفترة من مايو إلى أغسطس التي سجلت 130 نقطة.
يأتي هذا التراجع الطفيف نتيجة التحديات الاقتصادية، حيث أشارت لجنة خبراء السياحة التابعة للأمم المتحدة إلى أن ارتفاع أسعار النقل والإقامة يظل عقبة أمام القطاع.
ويشكل التضخم وتكاليف السفر تحديًا رئيسيًا، حيث يحتاج القطاع إلى مواجهة هذه التحديات لضمان استمرارية النمو وتحقيق مزيد من التعافي في السنوات المقبلة.