موسم حصاد الذرة في عسير.. وجهة سياحية تعكس التراث الزراعي والغذائي

تستعد منطقة عسير لاستقبال موسم حصاد الذرة، حيث تتحول الزراعة إلى عامل جذب كبير للسياح والزوار في المنطقة. تُعتبر الذرة واحدة من المحاصيل الأساسية التي يزرعها أهالي عسير، مما يعكس أهمية الزراعة كحرفة تقليدية تلعب دورًا محوريًا في حياتهم اليومية.

جاذبية أكلات الذرة المحلية

يستقطب موسم حصاد الذرة الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها، حيث تُعد الأكلات الشعبية المرتبطة بالذرة مثل “شوي أكواز الذرة الطرية” و”الفيد” (غلي الأكواز) من أبرز ما يميز هذه الفترة. يبدأ زراعة الذرة في أواخر الربيع، ويُعتبر موسم الثريا هو الأنسب، حيث يتم حصاد الذرة في الوقت الحالي.

ووفقًا للباحث والمهتم بالتقويم الزراعي في عسير، الدكتور عبدالله الموسى، فإن هناك عدة أنواع من الذرة تُزرع في جبال السروات، منها: الصفراء، والقشاشي، والخيواني، والحمري. تستغرق فترة زراعة الذرة حوالي 6 أشهر، كما توجد أنواع أخرى مثل أبو شوكة والخيواني البيضاء والحشوي.

تاريخ الزراعة في المنطقة

تاريخيًا، كان الأهالي يعتمدون على زراعة الذرة لتلبية احتياجاتهم الغذائية. قبل ظهور الأساليب الزراعية الحديثة، كان الأهالي يقومون بغلي بعض أكواز الذرة كوجبة غذائية بسيطة تسد جوعهم، أو يشوونها على الجمر تحت اسم “حميص”. هذه العادات لا تزال قائمة حتى اليوم، مما يضفي طابعًا تراثيًا على تجربة حصاد الذرة.

أهمية الزراعة في حياة المجتمع المحلي

تشكل الزراعة، خاصة محاصيل الذرة والقمح والشعير، ركيزة أساسية في حياة أهالي منطقة عسير. تمر عملية الزراعة بعدة مراحل بدءًا من تهيئة التربة وحمايتها، وسقيها، وصولًا إلى حصاد المحاصيل وتخزينها أو بيعها. تسهم هذه العمليات الزراعية في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للأهالي.

الفرص السياحية في موسم حصاد الذرة

تشهد منطقة عسير حاليًا اهتمامًا متزايدًا من السياح والزوار الذين يأتون للاستمتاع بأجواء الحصاد وتجربة الأكلات التقليدية. تعد زيارة مزارع الذرة ومشاهدة عملية الحصاد تجربة فريدة تُبرز التراث الزراعي المحلي، وتتيح للزوار فرصة التعرف على أساليب الزراعة التقليدية والتمتع بجمال الطبيعة الخلابة في المنطقة.

يُعَد موسم حصاد الذرة فرصةً مثالية للجميع للاستمتاع بتجربة ثقافية وغذائية فريدة، مما يعزز من مكانة عسير كوجهة سياحية مميزة في المملكة.

ومع استمرار الزراعة في تقديم منتجاتها، يبقى الأمل معقودًا على تعزيز السياحة الزراعية في المنطقة، مما يعود بالنفع على المجتمع المحلي ويعزز من تنمية السياحة المستدامة.