انتعاش السياحة العالمية.. 790 مليون سائح دولي في الأشهر السبعة الأولى من العام
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة أن قطاع السياحة العالمية يشهد انتعاشًا ملحوظًا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، حيث تجاوز عدد السياح الدوليين 790 مليون سائح.
ويعكس هذا الرقم نموًا بنسبة 11% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مما يشير إلى تعافي القطاع من تأثيرات جائحة كوفيد-19.
المناطق الأكثر نموًا
من بين أبرز المناطق التي حققت أعلى مستويات النمو، جاءت منطقة الشرق الأوسط في المقدمة بنسبة زيادة قدرها 26% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة في عام 2019.
هذا النمو السريع يعكس الجهود التي تبذلها دول المنطقة لتعزيز قطاعي السياحة والطيران، من خلال تحسين البنية التحتية، وتطوير الوجهات السياحية، وجذب المزيد من الاستثمارات السياحية.
وفي أفريقيا، ارتفعت أعداد السياح بنسبة 7% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. ورغم أن النمو ليس بنفس الوتيرة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه يعكس اتجاهًا إيجابيًا نحو استعادة الحركة السياحية في القارة، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالسياحة البيئية والثقافية.
تعافي أوروبا والأمريكيتين
في أوروبا، التي تعد واحدة من أكبر الوجهات السياحية عالميًا، تعافت السياحة بنسبة وصلت إلى 99% من مستويات ما قبل الجائحة، هذا التعافي القوي يعزز مكانة أوروبا كوجهة رئيسية للسياح، خاصة مع رفع القيود الصحية وتعزيز حركة الطيران بين الدول الأوروبية والعالمية.
أما في الأمريكيتين، فقد بلغت مستويات التعافي 97% من أرقام عام 2019. على الرغم من أن الأمريكيتين لم تصل بعد إلى التعافي الكامل، إلا أن هذه الأرقام تعتبر إشارة إيجابية إلى قرب عودة القطاع السياحي إلى طبيعته.
آسيا: طريق طويل نحو التعافي الكامل
ورغم النمو الملحوظ في العديد من المناطق، إلا أن آسيا لا تزال في مرحلة التعافي البطيء، حيث سجلت 82% فقط من مستويات السياحة ما قبل الجائحة.
تعزى هذه النسبة إلى التباطؤ في بعض الأسواق الآسيوية التي استمرت في فرض قيود السفر لفترة أطول مقارنة بباقي مناطق العالم، ومع ذلك، يتوقع أن تشهد آسيا نموًا كبيرًا في الفترات القادمة مع تخفيف القيود وفتح الحدود بشكل أوسع.
دلالات الانتعاش السياحي
يأتي هذا التقرير ليؤكد أن قطاع السياحة العالمي في طريقه للتعافي الكامل، مدفوعًا بالطلب المتزايد على السفر والترفيه بعد سنوات من الركود بسبب الجائحة.
وقد استفادت مناطق مثل الشرق الأوسط من تحسين سياساتها السياحية والاقتصادية لجذب المزيد من الزوار، بينما تسعى مناطق أخرى مثل آسيا وأفريقيا لتعزيز تواجدها في السوق السياحية العالمية.
بالمجمل، يمكن القول إن العام الجاري يمثل محطة مهمة في تاريخ السياحة العالمية، مع تعافي قطاع الطيران والسفر تدريجيًا وازدياد الثقة بين المسافرين في مختلف أنحاء العال، التوقعات المستقبلية تبدو مشرقة، مع توقع استمرار النمو في حركة السياحة العالمية خلال السنوات القادمة.