انتعاش السياحة في الأردن.. استقبال 4.7 مليون سائح خلال تسعة أشهر وتحقيق عائدات قياسية
شهدت المملكة الأردنية الهاشمية انتعاشًا كبيرًا في قطاع السياحة خلال العام 2024، مع استقبال 4.7 مليون زائر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، مما يعكس جاذبية الأردن كمقصد سياحي عالمي.
زيادة أعداد السياح
أعلنت وزارة السياحة والآثار الأردنية في نشرتها الإحصائية الأخيرة عن تحقيق المملكة لرقم قياسي في أعداد السياح القادمين، حيث بلغ عدد الزوار الإجمالي 4.7 مليون زائر. هذا النمو اللافت في السياحة يعكس جهود الأردن في تطوير القطاع السياحي، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، ويؤكد على نجاح السياسات الحكومية لتعزيز السياحة كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي.
سياح المبيت والزوار اليوميين
من بين العدد الإجمالي، شكل سياح المبيت الجزء الأكبر حيث بلغ عددهم حوالي 4.021 مليون سائح. هؤلاء السياح هم الذين يقضون ليلة واحدة على الأقل في البلاد، وهو ما يساهم بشكل كبير في انتعاش القطاع الفندقي والخدمات المرافقة.
أما عدد زوار اليوم الواحد، الذين يدخلون البلاد ويغادرون في نفس اليوم دون قضاء ليلة، فقد وصل إلى 680.723 ألف زائر. وعلى الرغم من أن هذه الفئة تقدم إسهامًا أقل من ناحية الإقامة الطويلة، إلا أن دورها في تنشيط قطاع التجزئة والمطاعم والمرافق السياحية لا يمكن تجاهله.
عائدات السياحة تصل لأرقام قياسية
من حيث العائدات، سجلت السياحة الأردنية دخلًا قدره 4.951 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام 2024، وهو ما يعادل نحو 3.515 مليار دينار أردني. هذه العائدات القياسية تمثل علامة فارقة للقطاع السياحي في المملكة، وتعكس تزايد إقبال السياح من مختلف أنحاء العالم على زيارة المواقع التاريخية والطبيعية في الأردن مثل البتراء والبحر الميت ووادي رم.
استراتيجية السياحة المستدامة
تعمل الحكومة الأردنية بجدية على استثمار هذا الزخم السياحي من خلال تعزيز البنية التحتية للسياحة وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسياح. كما أن هناك تركيزًا متزايدًا على الترويج للسياحة المستدامة، التي تهدف إلى حماية البيئة وتعزيز تجربة السياح مع الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للأردن.
وتشمل هذه الجهود زيادة الاستثمار في برامج السياحة البيئية والثقافية، وتوسيع نطاق التسويق السياحي لجذب المزيد من الزوار من الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية. وقد أسهمت هذه الاستراتيجيات في تحسين صورة الأردن كوجهة سياحية آمنة ومتنوعة.
تحديات وفرص المستقبل
على الرغم من هذا النجاح، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه القطاع السياحي في الأردن، بما في ذلك المنافسة الشديدة من دول المنطقة مثل تركيا ومصر، فضلاً عن التغيرات الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على حجم الإنفاق السياحي. ومع ذلك، فإن الأرقام الحالية تشير إلى أن الأردن على الطريق الصحيح لتحقيق مزيد من النمو في قطاع السياحة، بفضل تنوع تجربته السياحية التي تجمع بين الطبيعة والتاريخ والثقافة.
في الختام، يبقى القطاع السياحي في الأردن واحدًا من أهم الأعمدة الاقتصادية، ومع استمرار الاستثمارات والاهتمام الحكومي، من المتوقع أن يواصل تحقيق النمو خلال السنوات المقبلة، مما يعزز من مكانة الأردن كوجهة سياحية عالمية.