صالون الاتحاد العربي للإعلام السياحي يناقش “عظمة المتحف المصري الكبير وأسرار الحضارة الفرعونية”
ندوة عبر "زووم" تعزز من إلقاء الضوء على واحد من أعظم المشاريع الأثرية في العالم
نظم الاتحاد العربي للإعلام السياحي، اليوم، صالونًا إعلاميًا افتراضيًا عبر تقنية “زووم”، تحت عنوان “صالون الإعلام السياحي من أم الدنيا ورحلة ملكية مع الملوك الفراعنة والمتحف المصري الكبير – أكبر متحف في العالم”.
وقد شهد الصالون حضورًا مميزًا من أبرز الخبراء في مجال السياحة والإعلام، الذين ناقشوا تفاصيل المشروع العملاق الذي يُعد أحد أعظم المشاريع الأثرية في التاريخ الحديث.
بدأت فعاليات الصالون بكلمة افتتاحية ألقتها الدكتورة منال هيكل، التي أعربت عن حماستها للحدث، معتبرةً إياه “صالونًا مميزًا مصريًا بامتياز”.
وقد أشادت هيكل بالمتحف المصري الكبير كواحد من الصروح البارزة في عالم الآثار المصرية، مشيرة إلى أنه ليس فقط متحفًا ضخمًا من حيث الحجم والشكل، بل أيضًا من حيث المحتوى التاريخي والغرض الجغرافي.
تقديم شامل للمتحف المصري الكبير: من التصميم إلى التنفيذ
ثم قدمت فاطمة أحمد سليمان، خبير إدارة المواقع التراثية والمتحفية والمشرف على ملف الإتاحة بالمتحف المصري الكبير، عرضًا شاملاً حول المتحف.
وأكدت سليمان أن المتحف يُعد “صرحًا حضاريًا جديدًا يتولد في أرض مصر والشرق الأوسط”، مشيرة إلى أن المتحف هو “هدية مصر للعالم” بما يحمله من قيمة تاريخية وثقافية.
أوضحت سليمان أن المتحف المصري الكبير هو مشروع عالمي يُهدى للعالم والحضارة الإنسانية، حيث تم افتتاح أكثر من 72 متحفًا على مستوى مصر، لكن المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية في عالم المتاحف.
وأضافت أن التصميم الخاص بالمتحف تم اختياره من خلال مسابقة عالمية أُطلقت في عام 2002، حيث شارك فيها 1757 عرضًا من 87 دولة، مما يدل على مدى اهتمام العالم بهذا الصرح الفريد.
تصميم المتحف: إبداع معماري مستوحى من الأهرامات
أشارت سليمان إلى أن التصميم الفائز كان من شركة أيرلندية، وقد تم اختياره بناءً على عوامل عدة، منها تطابق شكله مع الأهرامات ليكون امتدادًا طبيعيًا لها، بالإضافة إلى توافقه مع الهوية البصرية للأهرامات، لافتة إلى أن المتحف يتميز بتصميمه الذي يشبه مثلثًا مشطوفًا من القاعدة، ويعتبر نقطة التقاء بين الحضارات المختلفة.
وأوضحت أن المتحف يقام على مساحة إجمالية تبلغ 117 فدانًا أي ما يساوي 4200 متر مربع، ويضم منطقة محيطة تبلغ مساحتها 9400 فدان، ويشمل المتحف مناطق متعددة منها منطقة للتسوق، مطاعم، متحف للأطفال، ومركز ترميم على أعلى مستوى، بالإضافة إلى مخزن للقطع الثقيلة.
التفاصيل المعمارية والآثرية: رحلة عبر الزمن
تمثل المسلة الضخمة التي تتوسط ساحة مدخل المتحف إنجازات الملك رمسيس الثاني، وهي معلقة على قاعدة كبيرة مكونة من أربعة أعمدة مكسية بالجرانيت الأسود، وتحتوي الواجهة على أسماء جميع ملوك مصر.
كما تم نقل تمثال رمسيس الثاني، الذي يزن 80 طنًا، إلى ساحة المتحف بعد نقله من ميدان رمسيس، حيث تم اكتشافه في مدينة منف، أول عاصمة إدارية في العالم.
الدرج العظيم: تجربة متعددة الأبعاد للزوار
يشمل المتحف منطقة الدرج العظيم، الذي ينقسم إلى أربعة أقسام، حيث يوفر تجربة متكاملة للزوار للوصول إلى القاعات التاريخية، ويعرض الدرج شكل الملوك في الهيئة الملكية، ويضم أمثلة للمعابد والمقابر والكتل الحجرية الضخمة، بالإضافة إلى منطقة البانوراما التي تمثل رحلة إلى العالم الآخر.
كما يضم المتحف مجموعة من النباتات التي زرعها المصريون القدماء، لتقديم رؤية شاملة لحياة المصريين القدماء، بالإضافة إلى مركب خوفو التي تم اكتشافها عام 1954، والتي تم نقلها إلى المتحف الكبير بعد أن كان مبنى المتحف السابق غير مؤهل للحفاظ عليها.
التكنولوجيا الحديثة: تسهيل تجربة الزوار
أوضحت سليمان أن المتحف يضم أيضًا متحفًا للأطفال في الدور الثاني من الدرج العظيم، ويستهدف الحفاظ على الماضي وتقديمه للأجيال القادمة.
وذكرت أن المتحف يستخدم التكنولوجيا الحديثة لتسهيل تجربة الزوار، بما في ذلك المصاعد الزجاجية، السلالم المتحركة، الواي فاي، التطبيقات المختلفة، شاشات متفاعلة، وأكشاك للتصوير.
كما تم تخصيص قاعة عرض معززة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والتي تعرض قصة الدفن في فترة المصريين القدماء، بالإضافة إلى قاعة خاصة للملك توت عنخ آمون، الذي تعد مقبرته من أوائل المقابر المكتشفة والتي تضم أكثر من 5000 قطعة تعكس كل جوانب حياة الملك الشاب.
وفي الختام أعرب الحضور عن تقديرهم العميق للمتحف المصري الكبير، معبرين عن أهمية هذا الصرح الأثري في تعزيز الفهم العالمي للحضارة المصرية القديمة، وقد تم التأكيد على أن المتحف ليس مجرد معلم ثقافي بل أيضًا رمز للتعاون بين الحضارات وتقدير للماضي وتطلعات المستقبل.