اليابان تستقبل 3.28 مليون سائح في يوليو
حققت اليابان إنجازًا كبيرًا في قطاع السياحة مع استقبالها 3.28 مليون سائح أجنبي في شهر يوليو الماضي، حسبما أفادت البيانات الرسمية الصادرة يوم الأربعاء.
ويعد هذا الرقم ثاني أعلى رقم شهري تسجله اليابان على التوالي، مما يؤكد أهمية السياحة كعامل رئيسي في دعم النمو الاقتصادي للبلاد.
زيادة ملحوظة في أعداد السياح: شرق آسيا وأوروبا في المقدمة
تشير الأرقام الصادرة عن المكتب الوطني للسياحة في اليابان إلى أن البلاد شهدت زيادة بنسبة 41.9% في عدد السياح مقارنة بالعام الماضي.
وجاء هذا النمو في وقت حاسم حيث يتجه اليابان إلى تعزيز السياحة كوسيلة لتحفيز الاقتصاد. تفوق عدد السياح في يوليو على الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في يونيو والبالغ 3.13 مليون سائح.
وأوضح المكتب الوطني للسياحة أن هذه الزيادة الكبيرة تعزى إلى تدفق الزوار من مناطق مثل شرق آسيا وأوروبا، حيث تزامنت العطلات المدرسية مع ارتفاع الطلب على الرحلات إلى اليابان. كما ارتفع عدد الزوار الصينيين بأكثر من الضعف مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 776 ألفًا و500 سائح.
جاء السياح من كوريا الجنوبية في المرتبة الثانية بعدد بلغ 757 ألفًا و700 سائح، بزيادة 20.9%، في حين احتلت تايوان المركز الثالث بعدد زوار وصل إلى 571 ألفًا و700 سائح، بزيادة 35.4%.
الرحلات المباشرة وضعف قيمة الين: عوامل جذب للسياح
إلى جانب العطلات المدرسية، أشار المكتب الوطني للسياحة إلى أن زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة القادمة من الوجهات الرئيسية ساهمت في تحقيق هذا المستوى القياسي من الزوار في يوليو.
وتعزز ضعف قيمة الين من جاذبية اليابان كوجهة سياحية، حيث اجتذب السياح الراغبين في الاستفادة من القدرة الشرائية المتزايدة.
وقد استفادت العديد من الشركات اليابانية من هذا التدفق السياحي، معتمدة على القوة الشرائية للسياح لبيع مجموعة متنوعة من المنتجات، بدءًا من السكاكر وصولًا إلى الكيمونو.
التحديات والحلول: إدارة السياحة المفرطة في المواقع الشهيرة
رغم النجاح الكبير في جذب السياح، تواجه اليابان تحديات متزايدة تتعلق بالاكتظاظ في بعض المواقع السياحية الأكثر شعبية في البلاد، مثل كيوتو وجبل فوجي. سعت السلطات اليابانية إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة، ومنها اتخاذ إجراءات لإدارة تدفق السياح بشكل أفضل.
في هذا السياق، قامت مدينة فوجيكاواجوتشيكو، المطلة على جبل فوجي، في مايو الماضي بتركيب ستار عازل يحجب منظر الجبل لتفادي سلوكيات بعض السياح غير المنضبطة الذين يتوافدون بأعداد كبيرة لالتقاط صور للبركان الياباني الشهير. ومع ذلك، تم إزالة الستار هذا الشهر بعد أن تبيّن عدم فعاليته في تحقيق الهدف المنشود.
وفي كيوتو، حظرت السلطات على السياح دخول الأزقة الخاصة في حي الغيشا الشهير، كجزء من جهودها لمواجهة السياحة المفرطة التي تهدد بإحداث أضرار بالغة على النسيج الثقافي للمدينة القديمة.
توقعات مستقبلية: اليابان تتطلع إلى المزيد من السياح في 2024
مع استمرار تدفق السياح إلى اليابان، تتوقع السلطات استقبال ما يصل إلى 35 مليون سائح أجنبي خلال عام 2024. هذا التفاؤل ينبع من الإقبال الكبير على زيارة اليابان، مدفوعًا بالتراث الثقافي الغني والطبيعة الخلابة، فضلاً عن التدابير الفعالة التي اتخذتها الحكومة اليابانية لجعل البلاد وجهة سياحية أكثر جاذبية.
هذا النجاح الكبير في مجال السياحة يعكس قدرة اليابان على التكيف مع التغيرات الاقتصادية العالمية واستثمار الفرص المتاحة لتعزيز اقتصادها. ومع استمرار هذا الاتجاه الإيجابي، تبدو اليابان في طريقها لترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية متميزة.