الاتحاد العربي للإعلام السياحي يناقش التغييرات المناخية وتاثيرها على السياحة العربية
في ظل الاهتمام المتزايد بالقضايا البيئية والتغيرات المناخية، عقد مؤتمر الاتحاد العربي للإعلام السياحي تحت عنوان “بين التغيرات المناخية وآفاق الترويج للوجهات السياحية العربية”.
يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على تأثير التغير المناخي على السياحة في العالم العربي وسبل الترويج الفعّال للوجهات السياحية في ظل هذه التحديات، وقد تناول المؤتمر أبرز القضايا المرتبطة بالتغيرات المناخية وكيفية التأقلم معها وتعزيز السياحة في المنطقة العربية.
افتتحت أ. منال هيكل، من إذاعة صوت العرب، المؤتمر بكلمة ترحيبية وجهت خلالها الشكر للضيوف والمتخصصين في المجال السياحي. وأكدت أن هذا المؤتمر، الذي ينظم تحت إشراف الاتحاد العربي للإعلام السياحي، يحظى باهتمام كبير من قبل العديد من المنظمات العالمية والإقليمية والعربية.
وتناولت هيكل أهمية المؤتمر في تناول تأثيرات التغيرات المناخية على السياحة وإيجاد استراتيجيات للتعامل مع هذه التأثيرات.
وقالت “منذ ظهور اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيرات المناخية في عام 1992 خلال قمة الأرض في البرازيل، بدأت الجهود العالمية تتضافر لمواجهة التغيرات المناخية، وقد شهدت العقود الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في حالة الاحترار العالمي والتغير المناخي، وهو ما يشمل تغييرات ملحوظة في أنماط الطقس ودورات المحيطات، مما أثر بشكل كبير على مختلف القطاعات الاقتصادية، ومن بينها القطاع السياحي الذي يعاني من تأثيرات جسيمة”.
كما رحب الدكتور صباح علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، بالضيوف وأشار إلى أن التغيرات المناخية أصبحت من أبرز القضايا التي تهدد القطاع السياحي في العالم العربي.
وأوضح علال أن التغيرات المناخية أدت إلى وقوع كوارث وأزمات في مناطق متعددة حول العالم، ما يعكس الحاجة الملحة لمواجهة هذه التحديات.
كما تناول خالد خليل عضو مجلس الاتحاد العربي للإعلام السياحي التغيرات المناخية من منظور إعلامي، مشيراً إلى أن المجلس الجديد يركز على عمق التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، خاصة في منطقة لم تكن معتادة على مثل هذه الضغوط.
وشدد خالد خليل على أن التغير المناخي سيؤدي إلى تحديات كبيرة في العالم العربي خلال العامين المقبلين.
التأثيرات الملموسة: من الحر إلى الجفاف
عامر بحبة، الباحث في مجال المخاطر الطبيعية ومدير صفحة المرصد التونسي للطقس والمناخ، قدم تحليلاً مفصلاً للتغيرات المناخية الأخيرة، وأشار إلى تسجيل أرقام قياسية سنوية في التغيرات المناخية، مع موجات حر غير مسبوقة وارتفاع درجات الحرارة.
وأوضح أن هذه التغيرات تؤثر بشكل مباشر على السياحة البحرية من خلال ارتفاع مستوى البحر وتآكل الشواطئ، وكذلك تأثيرها السلبي على البيئة البحرية في دول الخليج.
كما نوه بحوادث الحرائق في تونس ومشكلة الجفاف المتزايد في شمال إفريقيا، مما يؤثر سلباً على المناطق السياحية.
قوادري محمد، المهندس في مجال الجيولوجيا، أشار إلى أهمية الانتباه لتأثيرات التغيرات المناخية على الموارد المائية.
وأوضح قوادري أن تناقص كمية الأمطار ونقص المياه الجوفية يؤثر بشكل كبير على السياحة في بعض الدول العربية مثل الجزائر وتونس، حيث شهدت انخفاضاً ملحوظاً في أعداد السياح بسبب نقص المياه.
ابتكارات واستراتيجيات لمواجهة التحديات
عمر الشمسي، مساعد المدير العام في مناخ دبي البحرية والبرية من الإمارات، سلط الضوء على استراتيجيات دبي في مواجهة التغيرات المناخية، وأشار إلى نجاح حملة “أفضل شتاء في العالم” التي جذبت العديد من السياح إلى دبي في فصل الشتاء، فضلاً عن جهود المدينة في تنفيذ المباني الخضراء وتشجير الأسطح واستخدام مواد عازلة للحفاظ على البيئة.
د. حذيفة مدخلي من السعودية ناقش العلاقة بين السياحة والمناخ، مشيراً إلى أن السياحة تشكل جزءاً كبيراً من الاقتصاد العالمي ويجب أن يتم التركيز على الاستدامة والتنوع في الوجهات السياحية.
وأكد على أهمية تطبيق الأنماط السياحية البديلة مثل السياحة البيئية والريفية وسياحة المغامرات للتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
التوجه المستقبلي: السياحة البديلة والتنمية المستدامة
وركز د. حذيفة مدخلي على ضرورة التحول إلى أنماط سياحية بديلة لمواجهة تحديات التغير المناخية. وأوضح أن التنمية المستدامة، التي تلبي احتياجات الحاضر دون التأثير على الأجيال القادمة، تعد أمراً أساسياً لمستقبل السياحة.
وأضاف أن السياحة الزراعية في السعودية تشكل مثالاً ناجحاً على كيفية تعظيم الأثر الإيجابي للتنمية المستدامة، مع التركيز على مناطق زراعية جبلية.
في ختام المؤتمر، أكد المشاركون على أهمية تعزيز التعاون العربي والدولي لمواجهة تحديات التغير المناخي وتأثيراته على السياحة، مع ضرورة استثمار الابتكارات والتقنيات الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
تجسد فعاليات هذا المؤتمر أهمية التوجه نحو حلول مبتكرة وشاملة لمواجهة تحديات التغير المناخي، وتعزيز قطاع السياحة كعامل رئيسي في النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
