الدكتور عبد العزيز المسلم: التراث العربي يضم العديد من الشخصيات المنسية.. والمستقبل قد يكون مظلمًا
توج الشاعر والكاتب الإماراتي الدكتور عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، بجائزة رجل التراث العربي العام 2023، خلال فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث وحفل “أوسكار الإعلام السياحي 2023” الذي نظمه الاتحاد العربي للإعلام السياحي تحت رعاية جامعة الدول العربية.
وعلى هامش التكريم كان لنا هذا الحوار مع الدكتور عبد العزيز مسلم رجل التراث العربي 2023، وإلى نص الحوار:
في البداية.. كيف ترى أثر اختياركم شخصية رجل التراب العربي على منطقة الخليج والوطن العربي؟
تكريم المبدعين العرب أحياء بادرة طيبة، لأنهم عادة ما يكرمون بعد الوفاة، وأنا سعيد لتكريمي في هذه الفترة بالذات لأنني في أوج عطائي، وباتت المسؤولية أكبر الآن بعد هذا التكريم، وهو ما يدفعني للمزيد من العطاء خلال الفترة القادمة، كما أنه قد يكون حافزا للأشخاص الآخرين من أجل السعي للحصول على هذا التكريم أيضا، التكريم كذلك قد يفتح آفاقا أخرى لمؤسسات أخرى قد تكون غافلة عنك.
عمر الجائزة 14 عامًا الآن وتم اختيار 14 شخصية ما بين الأكاديمي والحاكم وغيرهم.. هل فكرتم في إيجاد مبادرة تجمع هذه الشخصيات والنخبة المنسية في مجال التراث العربي؟
من خلال منصبي والمناصب الأخرى التي شغلتها كنت دائمًا نصير الفئة المنسية في مجال التراث، وفي أول مبادرة لي ابتكرت ملتقى الراوي “مشروع الشارقة للراوي” لتكريم الرواة البسطاء، الراوي الذي يروي الحكاية والراوي الذي يروي الأغنية أو صاحب حرفة ما، وكنت أحرص على أن يأتي الحاكم ليكرمهم، وكان بعض الناس يتعجبون من قدوم الحاكم لتكريم مثلا صانع سيوف أو مؤدي شعبي أول شيء من هذا القبيل، وتطور الملتقى إلى أن أصبح ملتقى دولي، ثم أضفنا الشخصية الفخرية وكنت أبحث عن الأساتذة الذين يختبؤون خلف أسوار الجامعات ومن ضمنهم كانوا أساتذتي مثل الدكتور أحمد مرسي في مصر رحمه الله، الدكتور أحمد عبد الرحيم من السودان، وغيرهم.
وقبل سنوات اقترحت على الحكومة بأن تكون لدينا جائزة تسمى جائزة “الشارقة الدولية للتراث الثقافي” والآن هي في دورتها الثالثة.
هل سيطبق هذا النموذج الذي قمت به منذ 3 سنوات ليكون ذراعا من أذرع ملتقى الشارقة للراوي؟
منذ سنتين ظهر تجمع يسمى خبراء التراث العربي في الجزائر، ووصلتني رسالة بدعوة لأن أكون من خبراء التراث العربي وقبلت وكنت أتابعهم لكن لم يكن هناك إنتاج وأخبرتهم إذا تريدون عمل تنظيمي أكثر أضمن لكم ذلك بصفتي الشخصية والحكومية، لأن هذا التجمع شيء جميل، وسعينا من خلال التجمع الكبير منذ أيام الشرق التراثية بأن نجمع المهتمين بالتراث في تجمع يقرب تلك الأشخاص من بعضهم من خلال شبكة أو غيرها لكننا لم نستطع، ووقعت اتفاقية مع مكتبة الإسكندرية لرعاية مكنز التراث العربي، الآن المكتبة ستكون مهمتها نشر المكنز من خلال الشبكة العنكبوتية.
كيف ترى مستقبل التراث العربي مع الأجيال الناشئة؟
للأسف أرى أن المستقبل مظلم نوعا ما لأنه هناك بعد كبير عن التراث العربي والتغريب وصل لحدود غير مطمئنة، التراث العربي شيء مستقل عن كل معتقد ولا يجب ربطه بدين أو عرق ويجب أن يكون كذلك، خاصة مع دخول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لأن هذا لا يستقيم مع التراث، فنمط الحياة العصرية الآن جعل المستقبل مظلما.