مشاهد أضواء الكاميرات وتجربة السياحة

تحت شمس تركيا الساطعة، يتجول السياح بين مواقع تصوير الدراما التركية الشهيرة مثل القلاع العثمانية والبيزنطية. هنا، يلتقطون صورًا مع الممثلين بزيهم التقليدي ويشاهدون عروضًا فنية تحاكي الحياة التاريخية. تأثير الصناعة التلفزيونية في تركيا تجاوز حدود الشاشة وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الجذب السياحي.

تأثير الدراما على صورة تركيا الدولية

شعبية الدراما التركية ساهمت في جعل تركيا المصدّر الأول عالميًا للمسلسلات التلفزيونية. هذه الصناعة أصبحت عنصرًا هامًا في تعزيز صورة تركيا الدولية، وجذبت ملايين المشاهدين والسياح إلى مواقع تاريخية وثقافية كانت خلفية للكثير من المسلسلات. يقدر الخبراء أن نجاح هذه البرامج التلفزيونية أدى إلى نشوء صناعة متنامية تقدر بمليارات الدولارات.

الأرقام لا تكذب

بين عامي 2020 و2023، ارتفع الطلب على المسلسلات التركية بنسبة 184%، مما جعل تركيا واحدة من أكبر مصدري المسلسلات التلفزيونية في العالم، وفقًا لشركة Parrot Analytics. يقول نجم مسلسل “ورود حمراء”، ميرت يازجي أوغلو: “قمنا بالتعريف بالثقافة التركية في الخارج. وهذا ما يجعلنا سعداء للغاية”.

تجارب السياح الأجانب

راكيل جريكو، الأرجنتينية التي زارت إسطنبول في أبريل، تقول: “بدا لي أنني كنت أحلم، لم أصدق أنني كنت أعيش ما شاهدته كل يوم في المسلسل”. أما ريا تويفانن ووالدتها، فقامت بجولة في استوديوهات بوزداغ السينمائية، المستوحاة من الحقبة العثمانية.

القوة الناعمة في الدراما التركية

عزت بينتو، الرئيس التنفيذي للوكالة العالمية التي تصدّر الدراما التركية، يؤكد: “نصل إلى أكثر من 400 مليون مشاهد كل ليلة حول العالم”. هذه القوة الناعمة تُعد جزءًا أساسيًا من نجاح تركيا في هذه الصناعة.

جمهور عالمي ومتنوع

منصة ديزيلة، التي أسستها هالي أوجانادي، تستقبل حوالي 1.5 مليون مشاهد شهريًا من مختلف أنحاء العالم. تؤكد أوجانادي أن شعبية المسلسلات التركية تأتي من موضوعاتها التي تركز على الأسرة والحب وتدور أحداثها في خلفية غنية بالثقافة التركية.

تأثير الدراما على السياحة

الدكتور دينيز جورجن أتالاي من جامعة بهجة شهير يوضح أن هذه الصناعة حققت مليار دولار في عام 2023 من الصادرات ولها تأثير كبير على السياحة، خاصة في إسطنبول. زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لموقع تصوير “القيامة: أرطغرل” في 2018 تعتبر شهادة على هذا التأثير الكبير.