المغرب يستهدف 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026
انتعاش استثنائي مدفوع بزيادة الرحلات الجوية والفنادق الجديدة
يتجه قطاع السياحة في المغرب نحو تحقيق رقم قياسي جديد في عدد الوافدين خلال العام الجاري، مع توقع وصول 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، وذلك بفضل استراتيجية حكومية طموحة تهدف إلى تنويع العروض وتطوير البنية التحتية وتعزيز الترويج للمملكة.
وشهد المغرب خلال عام 2023 رقماً قياسياً جديداً بوصول 14.5 مليون سائح، بزيادة 34% عن العام السابق، مما يعكس عودة قوية للقطاع بعد جائحة COVID-19.
ويُعزى هذا الانتعاش إلى عوامل متعددة، تشمل:
زيادة الرحلات الجوية: تم افتتاح العديد من الخطوط الجوية الجديدة خلال العام الجاري، بما في ذلك خط مباشر بين نيويورك ومراكش من قبل شركة “يونايتد إيرلاينز” وخط بين الدار البيضاء وبكين.
افتتاح فنادق جديدة: تم افتتاح 135 فندقاً جديداً في عام 2023، مما زاد من القدرة الاستيعابية للسياح.
تنويع العروض السياحية: تعمل السلطات المغربية على تنويع عروضها السياحية لجذب شرائح جديدة من الزوار، مع التركيز على سياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة الثقافية وسياحة المغامرات.
تعزيز الترويج: تُكثف الحكومة جهودها الترويجية للمغرب كوجهة سياحية عالمية، من خلال المشاركة في المعارض الدولية والفعاليات السياحية والترويج للمملكة عبر مختلف الوسائط.
وتُشير التوقعات إلى أن قطاع السياحة سيواصل نموه خلال السنوات القادمة، مدفوعاً بفعاليات رياضية عالمية كبرى مثل كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030 الذي من المقرر أن تستضيفه المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال.
أداء قوي خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024:
تعكس المؤشرات الأولية لعام 2024 استمرار الانتعاش القوي لقطاع السياحة في المغرب. فقد استقبلت المملكة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري حوالي 6 ملايين سائح، بزيادة 15% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وتصدر السياح الأوروبيون قائمة الوافدين، حيث شكل الفرنسيون والإسبان والإيطاليون والألمان حوالي ثلث إجمالي عدد السياح. كما شهدت عودة تدريجية للسياح من الصين، ثالث أكبر سوق سياحي في العالم، مع استئناف الرحلات الجوية بين الدار البيضاء وبكين في نوفمبر.
تفاؤل بآفاق مستقبلية واعدة:
يُعرب المسؤولون في القطاع السياحي عن تفاؤلهم الكبير بآفاقه المستقبلية، فقد صرحت وزيرة السياحة المغربية، فاطمة الزهراء عمور، مؤخرًا بأن “القطاع مستمر في تحقيق أداء جيد هذا العام”، مشيرةً إلى أن “المؤشرات إيجابية للغاية”.
ومن جانبه، أكد رئيس لجنة السياحة المستدامة بالكونفدرالية الوطنية للسياحة، مصطفى أمليك، أن “كل المؤشرات تفيد بأن السياحة المغربية مُقبلة على سنوات من الانتعاش”.
ويُتوقع أن يُساهم استضافة المغرب لكأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم 2030 بشكل كبير في تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية رائدة، وجذب المزيد من الزوار من جميع أنحاء العالم.